حسمت أمس مسألة مقتل أمير «فتح الاسلام» عبد الرحمن عوض ومرافقه أبو بكر مبارك، بينما علمت «الحياة» أن أسامة الشهابي بويع أميراً جديداً للحركة ليل أول من أمس. وتقبلت عائلتا عوض ومبارك في مخيم عين الحلوة التعازي بعوض ومرافقه مبارك اللذين قتلا اثناء اشتباك مع عناصر من استخبارات الجيش اللبناني في البقاع أول من أمس. وأكدت مصادر أمنية رفيعة ل «الحياة» أن شقيق عوض محمد حسن الملقب ب «سنبل» والمنتمي الى «فتح»، هو الذي تعرف إلى جثة شقيقه وبخاصة بعدما عرضت عليه استخبارات الجيش صوره، إضافة الى تأكيده وجود علامة فارقة في جسم شقيقيه هي أن الأصبع الوسطي في قدمه اليمنى مقطوعة. وكذلك تم التعرف الى أبو بكر مبارك من خلال صوره والعلامة الفارقة وهي وجود شظية في كتفه. وأشارت المصادر الأمنية نفسها، إلى أن عوض ومبارك غادرا المخيم تسللاً عبر البساتين قبل فترة، وأن شخصاً ما ركن لهما السيارة في مكان قريب وكانا وحيدين ولم يكن في رفقتهما محمد الدوخي الملقب ب «خردق» كما تردد. وبينما قالت المصادر ل «الحياة» إن جثتي عوض ومبارك لا تزالان لدى الجيش اللبناني ولم تسلما إلى ذويهما بعد، أفادت «أخبار المستقبل» أن «عائلتي عوض ومبارك تبلغتا عبر قنوات فلسطينية انهما سيشيعان ويدفنان خارج المخيم وتحديداً في مقبرة صيدا في منطقة سيروب المحاذية للمخيم وذلك قطعاً للطريق على اي تداعيات قد تنجم عن تشييعهما داخل المخيم، علماً أن موعد التشييع لم يحدد حتى الآن». أما في ما يتعلق بالوضع في المخيم الذي شهد استنفاراً للكفاح المسلح في داخله وللجيش اللبناني على مداخله، فكشفت مصادر أمنية فلسطينية ل «الحياة» ان معلومات ترددت ليلاً عن تنصيب أسامة الشهابي أميراً ل «فتح الاسلام» خلفاً لعوض، واختير توفيق طه مساعداً له، واختير «خردق» مسؤولاً عسكرياً وأمنياً. وانضم الى القيادة الجديدة الأخوان هيثم ومحمد الشعبي، وهما شقيقا زوجة خضر القدور «أبو هريرة» الذي كان قائداً عسكرياً ل «فتح الاسلام» أثناء معارك نهر البارد، وقتل صيف 2007 أثناء تنقله بدراجة نارية في طرابلس عندما رفض الامتثال لأوامر دورية لقوى الامن الداخلي. وكان «أبو هريرة» فر سباحة من نهر البارد ليطلب من الخلايا خارجه وبخاصة في عين الحلوة ان تتحرك، وفق ما ذكر حينها. ونفت المصادر الأمنية الفلسطينية انفجار عبوة في عين الحلوة ليلاً، موضحة ان انفجارين دويا كانا ناجمين عن مفرقعات كبيرة ألقيت على مقربة من منزل قائد الكفاح المسلّح الفلسطيني في مخيم عين الحلوة العقيد محمود عبد الحميد عيسى الملقب ب «اللينو»، الذي يتهمه البعض باستدراج عوض ومبارك الى خارج المخيم. وقال «اللينو» لموقع «لبنان الآن» إنَّ «الوضع طبيعي في المخيم ولا ظهور مسلّحاً لأي من «فتح الإسلام» أو «جند الشام»، لافتاً إلى أنَّ «هناك مشاورات تجرى بين عائلتيّ عوض ومبارك اللتين تقيمان العزاء لمقتل ابنيهما، وتبحثان سبل دفنهما في المخيم بعد تسليم جثتيهما». واستبعد «اللينو» أن «يتمّ تسليم الجثتين قريباً، لأنَّ هناك فحص الحمض النووي وإجراءات أمنيّة أخرى يقوم بها الجيش»، مشددًا على أنَّ «الإتصالات مستمرة بين «فتح» والقوى الإسلامية وفصائل التحالف لمنع أي خلل أمني داخل المخيم أو منه نحو محيطه». وشدد على أنَّ «الإعتداء على الجيش اللبناني من المخيم ممنوع، وسيتمّ قمع أي شيء من هذا القبيل». ولفت إلى «أن لا شيء غير عادي داخل أحياء المخيم». وقال: «نحن موجودون في مركزنا في حال استنفار أمني وليس عسكرياً»، نافياً «الإشاعات عن ظهور مسلح لعصبة الأنصار داخل المخيم». وأوضح «اللينو» أنَّ «البعض داخل المخيم حاول بُعد منتصف الليل الماضي توتير الأجواء وخلط الأمور، بعدما وضعت عبوة ناسفة أمام منزل أحد كوادر «الجهاد الإسلامي» في المخيم عدنان قاسم، لكنه نجا مع عائلته عدا إصابة إبنه بجروح طفيفة في عنقه»، لافتاً إلى «عملية رصد تتم للتحركات عبر كاميرات لمعرفة الفاعل». وأكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني على الساحة اللبنانية العميد الركن صبحي أبو عرب أن «حال استنفار أمني تعمّ كل الوحدات والكتائب، لمنع أي خرق في المخيم الذي تعتبر فيه الأمور هادئة وطبيعيّة». وقال: «عيوننا مفتوحة ولقد اتخذنا الإحتياطات اللازمة». وشدد على أن «أي اعتداء على الجيش هو اعتداء علينا، وهذا أمر محسوم وخط أحمر لا نسمح لأحد بتجاوزه».