المتتبع للنشاط الثقافي الأسبوعي لكلية الآداب بجامعة الملك فيصل – منذ إنشائها – يجد نفسه أمام حقيقة واضحة، تتمثل في إدراك إدارتها لأهمية الدور الذي يؤديه ذلك النشاط لكافة أقسامها، فنظرة واحدة لعناوين تلك الندوات، التي يتبارى أعضاء هيئة التدريس لتقديمها، في ذلك الفصل الدراسي، تؤكد التنوع الثقافي في طرح قضايا أكاديمية متعددة على نحو ما نقرأ، فتجد ندوات: أسلمة الترجمة في عصر العولمة، المنهج التجريبي التفاعلي، إسلامية المعرفة، التأويل الشعري ما قبل الصياغة، الجريمة الإلكترونية، الرؤية الأوروبية للإسلام والمسلمين في العصور الوسطى، إشكالية التنازع، الصورة التهكمية في القرآن وأغراضها البلاغية، حساب الزمن، التطور والنمو السكاني في المملكة، وغيرها من الموضوعات.إن هذا التنوع في الرؤية والتناول، يؤكد حرص رؤساء الأقسام على حث أعضاء هيئة التدريس على المشاركة في تقديم أطروحاتهم، مما يجعلنا أمام نظرة ثقافية شمولية، فنجد أنفسنا أمام كلية – وإن كانت حديثة العهد إنشاءً- إلا أنها تحمل رصيداً ضخماً من تاريخ علمي مشرق، حيث إنها أُنشئت بانضمام الأقسام الأكاديمية، مثل كليات التربية والمعلمين والبنات، فبدأت راسخة، تتحرك بوعي، وتنطلق بفهم لدور سامٍ تؤديه تجاه طلابها ومجتمعها، فأنشطتها تمتد إلى خارج حدود القاعات الدراسية، أوالثقافية في الجامعة، إلى أماكن متعددة من خلال ما يقوم به أعضاؤها من ندوات و دروس علمية. إن توجيه إدارة الكلية بأن تفرغ جداول الأساتذة ساعة أسبوعياً، يلتقون فيها على مائدة ثقافية متنوعة، يتبارون في حوارات علمية ساخنة، يؤكد الإدراك الواعي لما تحدثه هذه الندوات من أثر.