افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أمس الندوة الدولية بعنوان ( قضايا المنهج في الدراسات اللغوية والأدبية .. النظرية والتطبيق ) التي تنظمها كلية الآداب بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود وتستمر أربعة أيام ، بمشاركة أساتذة من داخل المملكة وخارجها وتشمل على جلسات وأوراق عمل يعرض من خلالها إخراج كتاب يضم جميع بحوث الندوة . وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقت رئيسه الندوة الدكتورة نوره الشملان كلمة أوضحت فيها أن العمل لهذه الندوة استغرق عاماً ونصف العام من العمل حيث كانت ثمرة ذلك العمل هذا المحفل الذي يعبق بأريج العطاء ويتباهى بخلاصة الأفكار ويقدم من خلاله كتاباً يربو على الثمان مائة صفحة يضم جميع بحوث الندوة سيكون بإذن الله بين يدي الباحثين وطلاب المعرفة . وقالت الشملان : حاولت اللجنة العلمية الانتقاء مما وردها من بحوث كثيرة والإبقاء على ما يحقق أهداف الندوة وينسجم مع محاورها بالإضافة إلى الجدة والالتزام بالمنهج العلمي الرصين حيث عرضت البحوث على محكمين سريين من أفضل الكفاءات في العالم العربي فأجازوا بعضها ولم يجيزوا البعض الآخر مشيرة إلى أن اللجنة العلمية لم تتدخل مطلقاً في نتائج التحكيم كما اعتذرت اللجنة لمن لم يجاز بحثه حيث أن بحوثهم لم تكن مما يحقق أهداف الندوة لسبب أو لآخر مقدمة شكرها لكل من اجتهد وراسل الندوة ورغب في الاشتراك فيها . وأضافت: انه سيتم عرض كتاب في الندوة يمثل ما أجازه التحكيم من بحوث مشيره إلى أن القضايا التي ستتناولها الندوة قضايا شائكة تختلف حولها الآراء وتتنوع الرؤى وقد تتضارب المشارب ولكن ذلك كله يصب في نهر واحد هو نهر المعرفة واحترام الرأي الآخر.عقب ذلك ألقى رئيس قسم اللغة العربية الدكتور صالح الغامدي كلمه قال فيها : انه في السنوات الأخيرة نجد شأن اللغة في حراك المشهد العالمي حيث يتصدر أولويات الاهتمام في وضع التصورات المثلى لتشكيل خريطة العلاقات داخل بلدان العالم وفيما بين قواه المتقدمة والنامية وذلك في سياق ما اصطلح على تسميته بظاهرة ( العولمة ) وبخاصة العولمة الثقافية ولا شك أن ذلك الاهتمام باللغة ينبع من إدراك بات مستقراً في الفكر العالمي أنه لا يمكن لخطط التنمية أن تنجح بالشكل المأمول دون أن تقوم على أساس من التنمية الثقافية المعتمدة على ترسيخ قيم الحوار والمشاركة الايجابية والتخطيط العلمي والإيمان بالسلام والتعاون والتنوع الثري مشيراً إلى أن ترسيخ هذه القيم لا يتم إلا باستتباب علاقة واضحة ومستقيمة بين اللغة والفكر والسلوك . وأضاف : إن ما نشهده وننخرط في فاعلياته في جامعة الملك سعود من اهتمام باللغة العربية جلي ومتنوع من قبل مدير الجامعة لهو علامة واضحة تؤكد ذلك التعهد والدعم والتخطيط المنهجي الذي يصب في مسار السياسة اللغوية للمملكة إلى جانب اهتمام قسم اللغة العربية بقضايا المنهج على مستوى البحث العلمي والتدريس يعد حجر الزاوية لتحقيق طموح القسم في الجودة والاعتماد الأكاديمي ومن هنا جاء اختيار اللجنة العلمية بالقسم لهذا الموضوع الحيوي المهم. وأشار الدكتور الغامدي ان العاملين والعاملات بالقسم قدموا جهوداً مميزة في سبيل الإعداد لهذا الملتقى العلمي الرصين وجاوبهم في ذلك الباحثون والباحثات الذين قدموا بحوثاً علمية محكمة وعميقة تناولت أهم القضايا المتعلقة بالمنهج ونظرياته وتطبيقاته في الدراسات اللغوية والأدبية. بعدها القى عميد الكلية الدكتور فهد الكليبي كلمته أشار فيها إلى تميز هذه الندوة التي تمثل الفكر في قضايا المنهج في الدراسات اللغوية والأدبية من مصادر محلية وإقليمية وعالمية متعددة حيث حرصت اللجنة العلمية على تلك الأوراق التي تقدم تصورات وخطط ذات طابع تطبيقي يستثمر إنجازات الدراسات المنهجية في مجالات تعليم اللغة العربية أملاً أن تخرج توصيات الندوة على أسس مستقبلية لتحقيق طموح الكلية في مسيرتها نحو الجودة الأكاديمية والبحثية وان تكون العلاقة بين أقسام الكلية والجامعات الأخرى محلياً وعالمياً متينة وتواصلية . عقب ذلك القى مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان كلمة بين فيها بأن المؤسسات التعليمية الرائدة على مستوى العالم لم تعد تصب كل جهودها في دائرة التعليم الأكاديمي فحسب بل تجاوزت ذلك على دائرة تعد منطلق تميز المؤسسات الطامحة على أن تكون محطة إشعاع على ارض المعرفة الا وهي الدائرة البحثية التي تتركز فيها منتجات مصانع العقول ومنا تنبثق بدور التنمية وأعمدة التأسيس . وأشار إلى ان الجامعة وضعت في استراتيجيتها ضرورة تجاوز مفهوم المؤسسة التقليدية التي ينحصر دورها على التعليم إلى ممارسة دور أعمق تكون به الجامعة مؤسسة بحثية منتجة وهاهي الجامعة ترفد هذا التوجه بطرح حزمة من البرامج والمبادرات لدعم الباحثين وحثهم على العمل المعرفي المنتج وتشجيعهم على نشر منجزاتهم العلمية في أوعية النشر الرصينة على مستوى العالم مشيراً إلى ان هذا التوجه أثمر عن بروز بعض الأعمال البحثية لمنسوبي الجامعة . وقال الدكتور العثمان في ختام كلمته : إن تنظيم الجامعة لهذه الندوة (قضايا المنهج في اللغة والآدب النظرية والتطبيق ( يأتي امتداداً لعنايتها بالفعاليات العلمية وسعيها إلى التحول إلى أنموذج المؤسسة البحثية المنتجة في شتى شقوق المعرفة العلمية والإنسانية مشيراً إلى أن التوجه العالمي نحو العلوم البحتة لن يوقع الجامعة في زالة الانسياق مع الموجه وترك العناية بالعلوم الإنسانية ولاسيما العناية باللغة العربية التي لا يقتصر واجب العناية بها على الدافع الديني فحسب بل يتجاوزه أيضا إلى مسألة الهوية التي تتعرض لذوبان يتضاعف خطره اليوم بتضاعف الانفتاح العالمي وسهولة الاتصال مع الأخر في فضاء تلفزيوني والكتروني غير محصن الأمر الذي يملي على المتخصصين في اللغة العربية وقضاياها التنبه لتلك المخاطر التي تنخر في عرش لغتنا بصمت يوجب مقاومته والتطهر منه إنني على أمل ان يكون لهذه الندوة دور في صيانة لغتنا وتحصينها ضد ما يحيط بها من اخطار . بعدها استهلت الجلسة الأولى بعنوان ( البلاغة والبلاغيات الجديدة ) ترأسها الدكتور عبدالله العثيمين واشتملت الجلسة على أربع أوراق عمل الأولى قدمها الدكتور حمادي صمود بعنوان (مناهج دراسة الفكر البلاغي العربي .. التجربة التونسية) , والثانية قدمها الدكتور سعد مصلوح بعنوان ( بين الأسلوبيات المعاصرة والأسلوبيات العربية أبعاد الفجوة وآفاق التجاوز) , اما الورقة الثالثة قدمها الدكتور فهد سنبل بعنوان (مصطفى ناصف من البلاغة إلى البلاغة ) والورقة الأخيرة قدمها الدكتور محي الدين محسب بعنوان ( منهجية دراسة الاستعارة من الأساس اللغوي إلى التأسيس الإدراكي).