تعليق الدراسة هذه الأيام أمر مهم بسبب الغبار الذي يجتاح المنطقة كلها لأن الجو غير صحي وغير ملائم للدراسة خاصة مع الأطفال الذين يعانون مشكلات في التنفس وحتى مع الأصحاء، غير أن التعليق يعد تحصيل حاصل نظرا إلى أن الطلاب والطالبات منحوا أنفسهم الإجازة المعتادة في مثل هذه المناسبات وهي في العادة أربعة أسابيع في السنة الدراسية، الأسبوع الأول من الدراسة في بداية كل فصل، وأسبوع ما قبل الاختبارات النهائية لكل فصل، وأصبح هذا الأمر عرفاً غير مكتوب ولكنه مقبول عند الأهل الذين ما إن يبادروا بلوم أبنائهم وبناتهم على الغياب حتى يجدوا الجواب سريعاً بأن الجميع غائب ولن يحضر أحد وسأستغل الوقت في المذاكرة في المنزل، فيما يمضي الوقت في التبطح أو التواصل الإلكتروني أو الألعاب والتلفزيون، وأصبح مقبولاً عند الهيئة التدريسية بالمدرسة أن الغياب جماعي ولا نملك إجبارهم على الحضور على الرغم من تعليمات الوزارة المشددة بهذا الخصوص. وبدأ المدرسون والمدرسات برمجة توزيع المنهج على هذا الأساس. إما بالإسراع في إنهائه، قبل هذا الأسبوع، أو يدخل ضمن ما اخترعناه من أن بعض مفردات المنهج قابلة للاختصار والحذف أو مكرمة من المعلم والمعلمة بإلغائه وأنه غير داخل في الاختبار. دوام المدرسة ثقيل على الطلاب والطالبات دون شك عندنا، والذهاب إلى العمل مبكراً يعد من الأمور غير المحببة، عند الغالبية لدينا، وهو ليس كذلك في كل المجتمعات، هناك بعض في المدارس الأهلية وكذلك في بعض المجتمعات يعتبر حرمان الطفل من الذهاب إلى المدرسة نوعاً من العقاب الأسري، وفي بعض بيئات العمل لدينا يقضي الموظف وقتاً أطول من المطلوب، دون «خارج دوام»، حبا في العمل واستمتاعا ببيئته بينما يعتبر بعضنا أن الذهاب للعمل نوع من الأشغال الشاقة، نسحب أنفسنا إليه سحباً، ونعد إجازة الطلاب حالة طوارئ في البيت لأن المدرسة في نظرنا هي مكان التخلص من إزعاجهم المنزلي، أو لتنظيم حياتهم الفوضوية في الإجازة، والأهم من هذا أننا تعودنا وعودنا أطفالنا على أن الغياب والإجازة هي هدية وهبة منا حتى صرنا البلد الوحيد الذي يستمر في متابعة نشرات الأخبار قبل بدء الدراسة لينتظر قراراً مفاجئا بتمديد الإجازة دون جدوى.