تعتبر مسألة تجاوز الآخرين في الطابور والخروج على النظام من السلوكيات التي يمارسها الكثير من العرب سواء في الشوارع أو الدوائر الحكومية أوالخاصة. فلا تزال ثقافة احترام حق الغير غير سائدة في مجتمعنا العربي. ويتم تجاوز الدور حتى في الأماكن التي يطبق بها نظام الأرقام كالجوازات والبنوك وغيرها من الأماكن. وبعضهم يتجاوز الصفوف بحجة السؤال والاستفسار عن شيء ما، أو بدعوى أنه مستعجل. ويتفنن الكثيرون في ابتداع الطرق والأساليب للتهرب من الوقوف في الطابور، ويمارسون هذا السلوك دون شعور بالعيب أو الخجل. في الأسبوع الماضي ذهبت لعيادة طبيب أسنان وكان المكان مكتظا بالمراجعين من الجنسين، وفجأة اندفعت سيدة للدخول لعيادة الطبيب، متجاوزة كل من كان في صالة الانتظار. وكان بعضهم ينتظر منذ ساعات طويلة. وقد فعلت ما فعلت بدعوى أنها مستعجلة مما أثار الفوضى في المكان وجعل الجو مشحونا بالتوتر وتعالت الأصوات المطالبة بالالتزام بالطابور وعدم السماح لأي شخص بمخالفته. وقد تكرر هذا المشهد أمامي كثيراً وفي عدة أماكن مختلفة مما جعلني أتساءل: ما هو سبب عشقنا للفوضى وعدم احترام النظام؟ ينبغي أن نعترف أن الكثير منا يحمل في داخله ثقافة تشجع على عدم الانضباط وتميل للفوضى. وهذا يرجع لأننا لا نعطي قيمة أخلاقية لاحترام النظام، وربما لعدم فهمنا لأهميته والغاية منه. علينا أن ندرك أهمية الانضباط والاعتراف بحق الآخر. كما أن علينا أن نغرسه في عقول أبنائنا كقيمة أخلاقية ذات فائدة كبيرة لجميع أفراد المجتمع، حتى نقضي على فوضوية السلوك التي تسلب الآخرين حقوقهم وتضيع أوقاتهم.