ذكر كريستوفر هيرست، الرئيس التنفيذي لشركة بلاديوم خلال مقابلة صحفية أن العالم اليوم يعيش حالة من عدم التوازن الغذائي، حيث يعاني أكثر من 800 مليون شخص من الجوع لندرة الغذاء، بينما يعاني آخرون من وباء السمنة المفرطة في الوقت نفسه، مضيفاً أن كميات الطعام المفقود والمهدر تصل إلى الثلث. وأوضح أن الظاهرة تتباين في الدول الغنية والنامية، حيث ترتكز كميات الفقد والهدر الغذائي في البلدان الغنية في سلسلة الإمدادات، أو الطعام الذي يرميه المستهلكون في القمامة كل يوم، بينما يفقد معظم الغذاء في البلدان النامية قبل وصوله إلى طاولة الطعام. ويعود ذلك إلى النظم الزراعية والغذائية غير الفعالة. وأكد أن النظم تواجه مشكلات معقدة تؤثر على المخرجات الزراعية، مضافاً إليها الكوارث الطبيعية وظروف حياة المزارعين. وأوضح الرئيس التنفيذي، أن بلاديوم ساهمت في مبادرة الاستثمار كراع معرفي، وأدارت جلسة عمل حول الحلول الممكنة للتحديات المعقدة التي تواجه النظام الزراعي والغذائي. وبعض تلك الحلول طبيعتها تكنولوجية، من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات، ومن الزراعة الرأسية إلى الهيدروبونيك. وخلص إلى أن استخدام التكنولوجيا الملائمة في الوقت المناسب مفيد، ولكنها لا تكفي لوحدها وليست الحل، وهنا فإنه علينا رؤية كامل التحديات التي تواجه النظام الغذائي والزراعي، ابتداءً من المزارع وانتهاء بالمستهلك. كما أننا سنحتاج لضمان تحقيق الأمن الغذائي وتقليل آثار التغير المناخي، لرؤية حلول تضع الحكومات وقطاع الأعمال والمستثمرين والمستهلكين في مكان موحد للتزويد بالحلول الكبرى التي تقابل حجم التحدي. وذكر هيرست مساهمات بلاديوم في تطوير القطاع الزراعي والغذائي في السعودية، بأنها تعمل جنبا إلى جنب مع الوزارات للمساعدة في تقوية القطاع الزراعي لجعله أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، بما في ذلك زيادة دخل المزارعين، وجعله أكثر استدامة بيئياً. وعلى سبيل المثال، يتم توفير الإدارة والإشراف على برنامج مكافحة الآفات والأمراض، ل 20 مليون من أشجار النخيل موزعة في 400 ألف مزرعة. ويهدف هذا المشروع إلى الحد بشكل كبير من الخسائر الاقتصادية التي يعاني منها المزارعون اليوم وتحسين نوعية التمور وموثوقيتها. كما تعمل في مشروع أخر بالشراكة مع إدارة الانتاج العضوي في وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث يتم تدريب المزارعين على انتاج الأغذية العضوية، وإيجاد فرص سوقية جديدة، وضمان الامتثال للمعايير الدولية لانتاج الأغذية العضوية. وأوضح هيرست أن بلاديوم يمكنها المساهمة بشكل فعال زراعياً وغذائياّ، عبر عملها ك ًمحفزً ، مما يساعد على الجمع بين الجهات الفاعلة المتعددة وتصميم حلول على مستوى المنظومة للمشكلات المعقدة، مضيفاً، “سيكون عملنا كمحفز هاماً جداً بدلاً من التركيز على المستوى الجزئي، فإن لدى بلاديوم نظرة شاملة للنظام الأكبر الذي يقع فيه التحدي، حيث نقوم بدراسة الجهات الفاعلة والمعنية، وعلاقاتها وحوافزها، ودوافعها. ومن خلال هذا الفهم كأساس نصبح قادرين على جمع الجهات الفاعلة معاً في تشكيلات جديدة، والعمل معهم لتصميم الحلول التي تعيد مواءمة الأطراف للمساهمة في تحقيق هدف مشترك، وذلك من أجل التنمية الاقتصادية البيئية، والاستدامة البيئية، وتحسين الصحة، وغير ذلك”.