شنت إسرائيل ضربات ليل الأحد وصباح الإثنين الماضي على مواقع إيرانية في سوريا ويبدو أن هذه الضربات جاءت بعد حصول إسرائيل على الضوء الاخضر من روسيا خاصة أن الحليف الروسي للأسد يريد إخراج إيران من سوريا للحصول على مكاسب في إعادة الإعمار لكن لا يستطيع الحليف الروسي أن يطلبها بشكل مباشر من إيران لذلك لجأ إلى إسرائيل لاستهداف هذا الوجود الإيراني في سوريا. إسرائيل هذه المرة أعلنتها صراحة أنها تستهدف الوجود الإيراني في الأراضي السورية لأنها تري أن إيران وميلشياتها يمكن أن تهدد أمن إسرائيل بالإضافة إلى أن إسرائيل لديها معلومات عن تزويد إيران لحزب الله بالأسلحة والصواريخ التي يمكن أن تصل مداها إلى عمق إسرائيل لذلك وجهت إسرائيل هذه المرة ضربات قاسية هي الأعنف منذ اندلاع الحرب السورية واستهدفت إسرائيل مخازن للصواريخ والذخائر التابعة للقوات الإيرانية واستهدفت أيضا مراكز الدفاع الجوي السوري ورغم أن الضربات كانت قاسية هذه المرة وادت إلى مقتل 21 من فيلق القدسالإيراني إلا أن إيران لا تستطيع الرد إلا باستعراض العضلات في التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تهدد فيها إيران بمحو إسرائيل من الوجود تارة وتارة أخرى تتراجع إيران عن تهديد إسرائيل وتقول إنها لا تستهدف إسرائيل. في كل مرة تستهدف إسرائيل سوريا بضربات لا نرى أي مقاومة روسية لصد هذه الضربات رغم أن روسيا زودت سوريا بمنظومة اس 300 ألا إنها لا تستخدمها في صد الضربات الإسرائيلية ولا نسمع غير تصريحات عن استهداف السيادة السورية لكن لا نرى أي رد حقيقي سواء من النظام السوري أو إيران أو حتى مقاومة روسية لكن يبدو أننا أمام تفاهمات أمريكية روسية إسرائيلية لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا خاصة أن أمريكا أعلنت قرارها بالخروج من الأراضي السورية رغم إن إيران مازالت موجودة في سوريا لذلك التعامل الإسرائيلي مع الموقف في سوريا جاء نتيجة تفاهمات ويبدو أن إسرائيل سوف تستمر في هذه الضربات في محاولة منها ومن الأطراف الأخرى لإنهاء التواجد الإيراني لكن السؤال هل يمكن ان تخرج إيران بهذه السهولة من سوريا؟ بالطبع لا خاصة إنها لم تأتي لكي تخرج دون تحقيق أي مكاسب حتى الآن هي دفعت الكثير من الأموال ومن استقطاب عناصرها إلى سوريا ولكن لم تحصل على مكاسب بالإضافة إلى أنها تريد ترسيخ وجودها في سوريا حتى لو أغضب ذلك حليفها الروسي الذي يبحث هو الآخر عن مكاسب في سوريا بعد دعمه الأسد خلال سنوات الحرب. من وجهة نظري إسرائيل تستطيع أن تؤدي بهذه الضربات العسكرية الغرض في إنهاء التواجد الإيراني في سوريا لكن ربما سوف تأخذ بعض الوقت والموقف في حد ذاته خطير جدا لأن الأمر قد ينذر بجر المنطقة إلى حرب إيرانية إسرائيلية على الأراضي السورية وهذا ما تريده إيران أن تظل حروبها خارج اراضيها سواء في المواجهة مع الولاياتالمتحدة على أرض العراق أو المواجهة مع إسرائيل على الأراضي السورية. إسرائيل استطاعت من خلال ضرباتها اثبات فشل نظرية المقاومة التي صدعتنا بها إيران وميلشياتها خاصة أن إيران لم ترد بعد أي ضربة بشكل حقيقي يهدد الوجود الإسرائيلي وكل ما تفعله إيران لا يتجاوز مجرد تصريحات من مرتزقتها من الحرس الثوري أو حزب الله والأيام سوف تثبت أن إيران مجرد أقوال لا أفعال.