بيت القصيد في زيارة محمود الزهار إلى طهران هو تبرير عدم قدرة حماس على إشعال حرب مع إسرائيل في غزة لتخفيف الضغط عن بشار الأسد، لأن الإعلام العربي والعالمي اليوم يركز على الأوضاع في سورية كملف أول. أما تجاهل زيارة الزهار إلى طهران من قبل وسائل إعلام حركة حماس في الخارج وخصوصا تلك التابعة للمكتب السياسي برئاسة خالد مشعل، يعني أن هذه الزيارة أيضا غير منسقة مع المكتب السياسي شأنها شأن زيارة هنية التي سبقتها، والتي لقيت انتقادات كثيرة في أوساط وقادة الحركة. فالزهار وافق مرغما على التهدئة خلال اجتماعه في القاهرة مؤخرا مع مسؤولي المخابرات المصرية الذين رتبوا هذا الموضوع وطالبوا الزهار بتولي إقناع حركة الجهاد الإسلامي بقبول تجديد الهدنة مع إسرائيل الأمر الذي اقتضى توضيح أسباب قبول التهدئة وإقناع الإيرانيين بها. فالحرب الماضية على غزة كانت بإيعاز إيراني – سوري مشترك، وحينها قال الحمساويون انتصرنا وقالت إيران وسوريا إنه نصر مبين، وفيما الشعب الفلسطيني كان يلملم جراحاته كان خالد مشعل يهدي النصر لبشار الأسد وعلي خامنئي. نستطيع أن نقول اليوم إن إيران فشلت في إقناع أي طرف فلسطيني بإشعال الحرب في غزة، وخصوصا حماس والجهاد الإسلامي. ويبدو أن حماس فشلت أيضا في إقناع طهران بتعذر تلبية طلباتها ورغباتها. واللافت هنا أن الإصرار على إشعال جبهة قطاع غزة كان رغبة إيرانية إسرائيلية، وكما التقت مصالح الطرفين في الحرب الماضية قبل أكثر من ثلاث سنوات فإنها تلتقي اليوم في محاولة لتخفيف الضغط على نظام الأسد.