تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر المنتشرة في بلادنا حيث يوجد الناس الطيبون الذين يبحثون عن الأجر والثواب. والظاهرة منتشرة في كثير من بلدان العالم ليس الثالث فحسب بل حتى في الدول الغربية التي كانت في يوم من الأيام غنية، ثم تأثرت بالإنهيار الإقتصادي الذي سبب الفقر لشرائح من شعوبها. والمتسولون يبتدعون في كل عام طرق وأساليب جديدة و متنوعة لخداع الناس ودفعهم للسخاء بالمال. وقد قرأت عن جرائم عصابات التسول في بعض الدول الآسيوية والعربية وكيف تلجأ لاستخدام العنف مع المارة للحصول على المال، أو حتى خطف الأطفال وتشويهم ثم إطلاقهم في الطرقات لجلب المال. ونلحظ في رمضان زيادة واضحة في أعدادهم في مدينة الرياض، وخاصة أمام المجمعات التجارية وإشارات المرور. وقد رأيت في رمضان الماضي بعض النساء وهن يمارسن مهنة الشحاذة أمام إحدى سيارات الشرطة وبلا خوف. وكنا في الماضي نشاهد الشحاذين في مناطق محددة وفي مواسم معينة، أما الآن فنراهم طوال العام وفي كل مكان. ويعتبر شهر رمضان موسم تضاعف أعداد المتسولين، كما تعتبر مكة في موسم العمرة والحج القبلة الأولى التي يقصدونها، حيث تزدحم بالمعتمرين والحجاج. وهذا يطرح علامة استفهام حول جهود الجهاز المختص بمكافحة التسول في الأماكن المقدسة وفي مكةالمكرمة تحديدا التي تعتبر المدينة المفضلة لمعظم المتسولين. إذ يستغل المتسولون التواجد الكثيف لطالبي الأجر ويقدمون أنفسهم على أنهم محتاجون للصدقة، مستخدمين بعض وسائل الإقناع كالتقارير الطبية المزيفة، أو الصكوك أو غيرها. ويحاول بعض المتسولين استدرار عطف الناس بالكشف عن إعاقة في الجسد أو حمل طفل رضيع أو معاق. إنَّ ظاهرة التسول تحتاج لمعالجة، والمتسولون أصبحوا منتشرين في كل مكان وفي كل وقت فينبغي أن نتأكد قبل أن نعطيهم الصدقة إن كانوا يستحقونها أم لا.