فرضت قوات الأمن الإيرانية إجراءات أمنية مشددة وسط الأحواز والمدن العربية المحتلة في جنوب غربي إيران وسط موجة اعتقالات استهدفت المناطق التي شهدت مظاهرات احتجاجية ضد العنصرية خلال الأيام الماضية. وبدأت الاحتجاجات قبل أسبوع رداً على برنامج تلفزيوني موجه للأطفال وتجاهل وجود العرب رغم تطرقه إلى التنوع القومي في إيران، وهو ما أثار استياء شعبياً واسعاً في المدن العربية. ويتهم الأحوازيون السلطات الإيرانية بمتابعة مخططات تهدف إلى تغيير هوية المدن العربية وتغيير التركيبة السكانية، وتشجيع الهجرة إلى مناطقهم، في حين تمنع العرب من فرص مماثلة تمنحها للمهاجرين إلى المدن العربية. وانطلقت المظاهرات في مدينة الأحواز قبل أن تمتد إلى المدن العربية الأخرى، وردد المتظاهرون شعارات تندد بسياسات التمييز وإقصاء العرب قبل أن يردد المتظاهرون شعارات تطالب بتدخل الأممالمتحدة والدول الكبرى لإنهاء ما اعتبره احتلالا إيرانيا للأحواز. وأظهرت مقاطع تداولها ناشطون أول من أمس قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع والهروات باتجاه المتظاهرين في كوت عبد الله أحد أكبر الأحياء الأحواز. وأفادت مصادر أحوازية أمس بأن مسلحين هاجموا مقرا ل«الحرس الثوري» في حي الثورة وسط الأحواز، وتبادلوا النيران في وقت متأخر من ليلة أمس دون ذكر الخسائر في صفوف الطرفين. وتواصلت المظاهرات الاحتجاجية أمس في مدن الأحواز عبادان والفلاحية وبلدة سيد كريم وفقا لفضائية «أحوازنا». وقالت مصادر مطلعة إن قوات الأمن فرضت أجواء أمنية مشددة في عدة مدن تحسبا لاضطرابات قد تشهدها المناطق العربية مع اقتراب 25 من أبريل (نيسان) ذكرى ما يعتبرونه «الاحتلال» الأحواز في 1925 وإنهاء حكم الشيخ خزعل. وقالت مصادر من الأحواز إن الاعتقالات تجاوزت 80 ناشطا فيما لم تعلن أي جهة رسمية حتى الآن إحصائية المعتقلين. وفي أول تعليق رسمي على الاحتجاجات، نفى قائد الشرطة الإيرانية حسين اشتري سقوط قتلى بنيران قوات الأمن خلال المظاهرات التي تشهدها خلال الأيام الماضية عدة مدن عربية. وقال اشتري في تصريح لوكالة «تسنيم» إن الأحداث الأخيرة في بعض المدن الجنوبية «قضايا تحدث في جميع المدن»، مضيفا أن الشرطة «تدير المشهد بمساندة الناس ولا توجد مشكلة في هذا الشأن». وتابع اشتري أن قواته لم تحصل على تقارير حول وقوع خسائر في المدن التي تشهد احتجاجات، مضيفا أن «الأوضاع الأمنية في حدود إيران مناسبة ولا توجد مشكلة بوجود الشرطة وقوات الحرس الثوري والجيش».