فرضت الميليشيات الحوثية، أمس، لغتها على خطب الجمعة في مساجد صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها وأمرت الأئمة بحضّ المصلين على الحشد إلى جبهات القتال والتبرع بالمال والطعام، إلى جانب التأكيد على «التأييد الإلهي» الذي تحظى به الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي. وركز تعميم رسمي مكتوب من قبل موظفي جماعة الحوثي في مكاتب «الأوقاف والإرشاد»، على فرض لغة السياسة الحوثية، وهو الأمر الذي دفع مصلين في صنعاء إلى هجر المساجد بعد السيطرة الحوثية، مفضلين أداء الصلاة في منازلهم بعد أن تحولت دور العبادة إلى مقرات ميليشاوية لا علاقة لها بعقيدتهم، على حد تعبيرهم. ودأبت جماعة الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء وغيرها من المناطق على إطاحة خطباء المساجد المعتمدين والمعروفين بوسطيتهم، وتعيين موالين لها متعصبين مذهبياً. وأوردت قناة الإخبارية السعودية الرسمية أمس، أسماء 19 فرداً من أقارب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والقيادات الموالية له قالت إنهم وصلوا إلى المملكة بتنسيق مع التحالف هرباً من بطش الميليشيات، كما أفادت السلطات العمانية عبر وكالاتها الرسمية أمس، بأن 22 فرداً من عائلة صالح وصلوا إلى السلطنة. من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 99.7 في المائة من المرضى المُشتَبه في إصابتهم بالكوليرا، ممن يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية، يظلون على قيد الحياة، وقالت المنظمة في تغريدات بحسابها الرسمي في «تويتر»: حتى اليوم، فإن عدد الحالات المشتبه بها أقل بقليل من مليون حالة (998.315 حالة اشتباه بمرض الكوليرا و2.227 حالة وفاة مرتبطة). وكانت المنظمة حذرت قبل 10 أيام من وصول حالات اشتباه إلى مليون حالة. ميدانياً، طهر الجيش اليمني معسكر الأجاشر في محافظة الجوف وأسر عناصر انقلابية، في الوقت الذي فشلت فيه الميليشيات في اقتحام قرية الزوب بمحافظة البيضاء. واستكملت قوات الجيش الوطني في محافظة الجوف (شمالاً) تطهير منطقة ومعسكر الأجاشر، شمال اليتمة، بعد هجوم عنيف وحصار خانق أطبقته على ميليشيات الحوثي الانقلابية في المعسكر من جميع الاتجاهات، مساء الخميس، بالتزامن مع استمرار تقدم قوات الجيش الوطني في مديرية نهم، البوابة الشرقيةلصنعاء، وتحريرها مواقع استراتيجية بعد معارك ضاربة مع الانقلابيين. وبينما تواصل قوات الجيش الوطني، لليوم الثاني على التوالي، تقدمها في الغريميل واليتمة، شمال الجوف، باشرت الفرقة الهندسية التابعة للجيش الوطني عمليات بنزع شبكات الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة ومعسكر الأجاشر في اليتمة والمناطق المحررة. وطبقاً لمصدر عسكري، «فقد كانت بداية العملية من خلال شن قوات الجيش الوطني، هجومها العنيف على مواقع الانقلابيين، في منطقة مقردعة، جنوب معسكر الأجاشر وكذا منطقة الفراصي، من الجهة الشمالية الغربية، الأمر الذي مكنها من تحرير هذه المناطق، وبعد ساعات توجهت للسيطرة على المعسكر بشكل كامل بعدما فرض عليها الحصار الخانق، ما جعلهم إما يستسلمون أو يقتلون، حيث قتل ما لا يقل عن 16 انقلابياً وعدد من الجرحى، وأسر 6 آخرين».