دعا الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، علي بن حاج، الأحزاب الإسلامية إلى الاعتزاز والتمسك بالشريعة الإسلامية وعدم الشعور بالنقص والانهزامية أمام حجم الضغوط التي يمارسها دعاة العلمانية أو الضغوط الخارجية التي تعمل بكل وسيلة على إقصاء الشريعة الإسلامية. ونبَّه نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، خلال كلمة ألقاها في مسجد “الوفاء بالعهد” في حي القبة في الجزائر العاصمة أمس الأول، ونشرها الموقع الإعلامي له، إلى ما سماه حيلة يلجأ إليها العلمانيون في هذه السنوات الأخيرة التي هزمتهم فيها صناديق الاقتراع وتصاعد الوعي الإسلامي الرشيد ألا وهي محاربة الإسلام بالاستناد إلى بعض الفتاوى الشاذة واستغلال أبناء وأحفاد بعض كبار علماء الأمة من أجل تطويع الإسلام لأطروحات العلمانيين بعيدا عن النظر في القول وقوة حجته”. واعتبر أن مبرر الأحزاب الإسلامية في العالم العربي والإسلامي للسعي للسلطة لا لذاتها وإنما لهدف تطبيق أحكام الشريعة مع مرعاة الضوابط الشرعية وتنزيل أحكامها على الواقع. وحذر بن حاج، الممنوع من ممارسة حقوقه السياسية إثر الإفراج عنه من المحكمة العسكرية مطلع الألفية الجديدة، من أن إحجام زعماء الأحزاب الإسلامية عن العمل بأحكام الشريعة الإسلامية والدعوة لها من شأنه أن يفقدهم مبرر وجودهم على الساحة السياسية “فيصبحوا كغيرهم من الأحزاب العلمانية التي تقصر نشاطها على الشؤون الدنيوية فحسب”، على حد قوله، مضيفاً “في هذه الحالة – يواصل – قد تصبح الأحزاب العلمانية الكافرة أفضل منهم كما هو الشأن في الأحزاب العلمانية في الدول الغربية”. ودأب بن حاج منذ فترة على إلقاء سلسلة من الكلمات التوجيهية بعد كل صلاة جمعة بأحد مساجد العاصمة مما أدى بأجهزة الأمن الجزائرية إلى اعتقاله في العديد من المرات، وتأتي هذه الكلمة بعد إعلان قيادة الإنقاذ التاريخية عباس مدني وعلي بن حاج دعوة الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة في الجزائر في العاشر من مايو المقبل. واستغرب مصدر من التكتل الإسلامي في تصريح ل “الشرق” كلمة بن حاج، فهو، وبحسب المصدر، يدعو من جهة لمقاطعة الانتخابات، ومن جهة أخرى يدعو الأحزاب الإسلامية إلى التمسك بمطلب تطبيق الشريعة الإسلامية، وأضاف “آلية تحقيق ذلك هو المشاركة السياسية في الانتخابات”، وتساءل المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته في تعليقه على كلمة بن حاج “كيف لنا أن نحقق هذه الأمنية المشتركة إذا كانت قيادة الإنقاذ تدعو الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات؟”.