تمكّن فريق طبي متخصص في زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام من تحقيق إنجاز طبي جديد بإجراء أربع عمليات زراعة كلى تبادلية متزامنة لأربع مرضى فشل كلوي وذلك من متبرعين غير مطابقين. وتأتي العمليات الأربع ضمن برنامج الزراعة التبادلية الذي يعمل ضمن برامج مركز زراعة الأعضاء في تخصصي الدمام منذ العام 2015م. وأوضح المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور يزيد بن عبدالرحمن العوهلي أن نجاح عمليات زرع الكلى في مركز زراعة الأعضاء في تخصصي الدمام شهدت خلال السنوات الأخيرة زيادة متنامية، بيد أن الزراعة التبادلية في مجال الكلى من الإضافات المتقدمة والتي يمكن من خلالها مساعدة شريحة كبيرة من المتبرعين والمتلقين الذين لا تتطابق فصائل دمهم أو أنسجتهم مع آخرين يعانون من نفس المشكلة. وأشاد الدكتور العوهلي، بعملية زراعة الكلى التبادلية التي نُفذت مؤخراً بكفاءة تعكس توافر الإمكانات التقنية والبشرية عالية الكفاءة والتأهيل والتي أتاحت الفرصة لاستيعاب إجراء جراحة لمجموعة من الأشخاص ما بين متلق ومتبرع تكللت بفضل الله بالنجاح. وذكر مدير مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور خالد الحموي أن زراعة الأعضاء التبادلية من أحدث الطرق لمضاعفة فرص زراعة الكلى من متبرعين أحياء للمرضى الذين لا يوجد لديهم متبرعين مطابقين عن طريق تبادل المتبرعين. وأضاف الحموي: أجريت حتى الآن 18 عملية زراعة تبادلية لمرضى ومتبرعين غير مطابقين، كان آخرها إجراء عملية تبادل أعضاء ناجحة لأربعة أشخاص ما بين متلقٍ مريض بالفشل الكلوي ومتبرع تتراوح أعمارهم ما بين 35 – 45 سنة. وتابع: تزامنت الجراحة بين جميع الأطراف في وقت واحد تطلّب تهيئة 4 غرف عمليات استمر العمل بها 13 ساعة بمشاركة فريق من الأطباء والجراحين المتخصصين في مجال زراعة الكلى والجراحة وطب التخدير والتمريض والمنسقين الإداريين، مشيراً إلى أن قائمة بيانات البرنامج تشمل أشخاص يرغبون في التبرع بالكلى لشخص معين من أقاربهم، لكن الحظ لم يحالفهم في ذلك لعدم توافق الأنسجة أو لاختلاف فصائل الدم بين المريض والمتبرع. لذا نقوم من خلال برنامج زراعة الأعضاء التبادلية بمساعدة فئة كبيرة من المرضى كانت خياراتهم السابقة أكثر صعوبة وكانوا ينتظرون لسنوات طويلة على قوائم زراعة الكلى. وأبان الحموي، أن برنامج الزراعة التبادلية يمتاز بحصول المريض على كلية مطابقة من متبرع حي مما يوفر العديد من الفوائد للمرضى من أهمها: جودة الكلية المزروعة وكفاءتها على المدى القريب والبعيد، عدم الحاجة للتعرض لجرعات كبيرة من الأدوية المخفضة للمناعة وإجراءات معالجة الأجسام المضادة مما يقلل من المضاعفات والآثار الجانبية لهذا النوع من المعالجة، كما سيحقق المتبرع المشارك في برنامج تبادل المتبرعين حصول مريضه على كلية مطابقة من متبرع حي آخر بأفضل وأسرع خيار، بحيث يكون سبباً بعد توفيق الله بتسهيل زراعة الكلى لشخص أخر لم يتمكن من زراعة الكلى رغم وجود متبرع أو أحياناً أكثر من متبرع مما يضاعف له الأجر بإذن الله. وأوضح: أن آلية عمل البرنامج تعتمد على إدخال بيانات تفصيلية للأشخاص المشاركين فيه من مرضى ومتبرعيهم غير المطابقين، حيث تُجرى وبصفة دورية إجراء دورة تطابق بين المتبرعين والمتلقين من خلال تطبيق تقني خاص يكشف المطابقات المحتملة وتحليلها بالتفصيل، وعند العثور على تطابق جيد لمجموعة من المرضى والمتبرعين يتم إبلاغ جميع الأطراف المستفيدة عن هذا التطابق لتحضيرهم وإبلاغهم بالترتيبات القادمة بسرية تامة. لافتاً إلى أن عادة لا تتم زراعة كلى عن طريق برنامج الزراعة التبادلية لأي مريض إذا لم يكن هناك فائدة حقيقية له وأفضلية واضحة للكلى البديلة عن الكلى التي يمكن الحصول عليها من المتبرع الأصلي غير المطابق، وتجرى كامل الفحوصات اللازمة ومتى ما كانت نتائج تطابق الأنسجة النهائية مقبولة يتم إجراء ترتيبات الدخول للمستشفى وإجراء العملية، والتي ما تتم عادة لجميع الأطراف المشاركة في نفس الفترة الزمنية، ويمكن للمشاركين في البرنامج البقاء في قائمة البيانات والمشاركة في جولات التطابق المستقبلية طالما أنهم لائقين طبياً وراغبين في المشاركة. وحول المخاطر والمضاعفات المتوقعة أكد: أنه لا توجد أي مخاطر مباشرة من المشاركة في هذا البرنامج سواء على المرضى أو المتبرعين، فالغرض من هذا البرنامج هو مساعدة المرضى وتوفير أفضل خيار ممكن. يذكر أن عملية زراعة الأعضاء التبادلية التي أجريت في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، جاءت نتاج حملة نعمات الإنسانية التي أطلقتها إحدى جمعيات الخدمة الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لمساعدة مريضة فشل كلوي، في مبادرة لتعزيز مفهوم واجب إنقاذ حياة البشر.