نجحت حملة "نعمات" التي أطلقتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية لمريضة الفشل الكلوي في استقطاب نحو 30 متبرعا جديا أجرة منهم 12 متبرع الفحوصات اللازمة، وأختير منهم أربعة أنقذوا حياة أربعة أشخاص بما فيهم نعمات. والحملة التي تعد أكبر حملة في المنطقة الشرقية حصلت على نتائج غير متوقعة، إذ تجاوز عدد المتبرعين المتوقع، وأفاد القائمون على الحملة "الرياض" قبل قليل بأن عملية التبرع أنقذت حياة المريضة لأنها تعاني الفشل الكلوي، وقال د. نايف الدبيس مسؤول الحملة بأن ما حصل يعد إنجازا أنسانيا، كما أنقذ ثلاثة مرضى آخرين بعد عمل ثمان عمليات، مضيفا "تم بفضل الله يوم 14 أغسطس بإجراء ثمان عمليات شملت أربعة متبرعين و أربعة مرضى، ولم يتم انقاذ نعمات فقط، بل تم انقاذ ثلاثة مرضى معها السبب هو أن بطل الحملة المتبرع ياسر آل راشد وافق على ان يقوم بالتبرع لشخص آخر غير نعمات لوجود تطابق فريد ونادر معه، وفي ذات الوقت كان هناك ثلاثة متبرعين آخرين كان أحدهم مطابق لنعمات". وتابع "تكرر الأمر مع المرضى الآخرين، وهو ما يسمى التبرع التبادلي والعظيم في الأمر هو ان المتبرعين يقدمون اعضاءهم دون معرفة تامة سوى ان من سيستقبل الاعضاء هم مواطنين مرضى بأمس الحاجة للزراعة"، مشيرا على أن هذا العدد من عمليات الزراعة التبادلية يحدث لأول مرة بمستشفى التخصصي. وتابع "إن الأمر السار بنهاية الأمر ان كافة العمليات امس تكللت بالنجاح وأفاق جميعهم وهم بعافية، ونتمنى لهم كامل السلامة والتماثل للشفاء والانطلاق لحياتهم بحيوية متجددة خالية من المعاناة "، وأضاف "إن يوم الاثنين ليس كسائر الأيام بالأخص لفريق حملة نعمات، وهي الحملة التي انطلقت لأجل استقطاب متبرع لإنقاذ حياة انسانة من معاناة الفشل الكلوي لكنها نجحت في استقطاب اكثر من 30 متبرع سجلوا رغبتهم في التبرع بالأعضاء في ظاهرة اجتماعية مميزة وفريدة من نوعها"، مشيرا إلى أن 12 متبرعا انتقل لمرحلة الفحوصات، و تم تسجيلهم في مستشفى الملك فهد التخصصي وتأكدت لياقة أربعة منهم للقيام بعمليات تبرع بالأعضاء، وكان المعتاد ان يقوم المتبرع بالتبرع لمريض محدد بصفة مباشرة، وينتهي الأمر بإجراء عمليتين واحدة للمتبرع لأخذ العضو المتبرع به، والثانية للمريض لنقل(زرع) العضو المتبرع به إليه، ولكن ما جرى أمس كان مختلفاً من أي تبرع في المنطقة الشرقية. من جانبه ذكر د. خالد حموي مدير مركز زراعة الأعضاء بالمستشفى بأن مستشفى الملك فهد التخصصي شهد حالة من استنفار كافة طواقم التمريض، الجراحين، الأطباء، المنسقين الطبيين، وذلك لأن المستشفى اعتاد اجراء عمليتين فقط في اليوم الواحد، إلا أن الحالة الإنسانية التي شهدها تطلبت تجاوباً مماثلاً بإجراء العمليات الثمان دفعة واحدة، مضيفا "إن المتبرعين والمرضى جميعاً بحال جيدة، مرجحاً خروج المرضى بعد أربعة أيام مع المتابعة الدورية المستمرة، مطمئناً على حالتهم الصحية معلناً نجاح العمليات أجمعها ولله الحمد". وأشاد بحملة نعمات، إذ قال: " بعد نجاح العمليات، وبفضل المتبرع ياسر استطعنا انقاذ أربعة مرضى من خلال برنامج تبادل المتبرعين، وذلك لأن الآخرين توفر لديهم متبرعين لم يكونوا متطابقين معهم بالأنسجة"، مضيفاً بأن وعي المجتمع وإقباله على التبرع زاد بعد الحملة، وجميع من أتى من خلالها كان جاداً في رغبته، ولا زالت الرغبة موجودة لدى البعض حتى مع إيجاد مطابق لنعمات، وتابع " فضلنا تأجيلهم لما بعد عملية نعمات وسيتم إدراجهم للبرنامج، وأحدهم أبدى رغبته بإنقاذ طفل مصاب بفشل كبدي". ورأى بأن المستشفى يفكر جدياً بشراكة دائمة مع جمعية سيهات التي ستقوم بدورها الاجتماعي بزيادة الوعي حول ثقافة التبرع واستقطاب المتبرعين، في حين سيقوم المستشفى بدوره الطبي بإجراء الفحوصات والعمليات، فجهودنا تكاملية، ونحن نوقن اليوم أهمية الشراكات مع جهات المجتمع لأن رسالتنا الإنسانية مشتركة.