أكد أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أن المعلمين والمعلمات يحملون أمانة عظيمة في تنشئة الطلاب والطالبات الذين هم أغلى ما تملك المجتمعات، وأنهم عماد الجيل القادم، لافتا إلى أن الإنسان السعودي بأصالته وقيمته الإسلامية الراسخة والعربية الأصيلة واعتداله ووسطيته ، أغلى ما تملكه المملكة. وقال سموه خلال استقباله لمنسوبي إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية مساء أمس في مجلس الإمارة الأسبوعي "الاثنينية"، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 1438 / 1439ه بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية، الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز: إنه مع انطلاقة كل عامٍ دراسي، يتجه أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات، إلى محاضن التربية والتعليم، ويلتحقوا بمنارات العلم، وينهلوا من معين المعرفة، وما نراه من تزاحمٍ على طلب العلم، لهو منظرٌ يبعث في النفس السرور، فالأعداد التي نراها ولله الحمد كبيرة، والإقبال على التعليم في شتى مراحله متزايد، والتزاحم على المقاعد الجامعية في ازدياد، وهذه المقاعد لن تكون ركن للكسل والتهاون، بل هي للجادين والباحثين عن تميزهم ، ولكل مجتهدٍ نصيب. وأضاف سموه: لقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عددا كبيرا من المرافق التعليمية وفق أحدث المواصفات والتجهيزات، في مختلف المناطق والمحافظات، لكافة الفئات، سواءً من المدارس أو الجامعات، فسخرت الإمكانيات البشرية من المعلمين الأفاضل ، والمعلمات الفاضلات، وأعضاء هيئة التدريس، الذين نأمل بإذن الله أن يكونوا قدوةً حسنةً للأجيال القادمة، فهم مؤتمنين أمام الله تعالى ثم أمامنا على أبنائنا وبناتنا، فهم في منزلة أبنائكم وبناتكم، فأنتم من يقضي معهم الساعات الطوال، في التوجيه والإرشاد والنصح والتعليم، داعياً إلى بذل المزيد من الحرص والاهتمام، فما تزرعونه فيهم اليوم، تقطفون ثمرته غداً، فمهما ملكنا من ثروات الأرض، فالإنسان السعودي هو الثروة الحقيقة التي نفتخر ونفاخر بها على مر الزمن، فاحرصوا على الأمانة التي بين يديكم ، ببذل الرعاية والاهتمام، واحرصوا على أن تكون مخرجات التعليم متفقةٌ أولاً مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومع عاداتنا وتقاليدنا السعودية العربية الأصيلة، ومع العلوم النافعة، التي تجعل بلادنا قادرةٌ بإذن الله على الاعتماد على سواعد أبنائها في كافة المجالات. وأردف سموه قائلاً: التعليم عملية معرفية بحتة، لاتعتمد على الحفظ فحسب، بل هي المعرفة التي ترسخ وتبقى، وتتحول إلى سلوك، يستفيد منه الطالب والطالبة، ويستفيد منه المجتمع والوطن، وهذه النظرة هي التي تجعلنا نسعد بين الحين والآخر بأبناء وبناتنا يحققون المنجزات التي نفاخر بها، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، في شتى المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، وأستذكر أحد النماذج المشرقة التي نفخر بها من بناتنا التي حصلت على منحة لدى وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، فالجميع يعلم أن مثل هذه الوكالة لا تستقطب إلا من كان على قدرٍ من العلم والمعرفة، وهذا غيضٌ من فيض النماذج المشرقة والإنجازات المتوالية التي نفخر بها ولله الحمد، والتي يقف خلفها بكل تأكيد معلمون ومعلمات أعطوا من وقتهم وجهدهم حتى وصلوا طلابهم ما وصلوا إليه، ونستذكر أن هؤلاء المعلمون والمعلمات الأفاضل هم كذلك نتاج جهد معلم ومعلمة في مراحلهم السابقة. واستذكر سموه الدور المهم للمعلم، وللقائمين على التعليم، فلابد من التذكير بالدور الهام والرئيسي لأولياء الأمور، فلا يجوز بأي حالٍ من الأحوال أن يكون المنزل آخر من يعلم عن مستوى الطالب الدراسي والعوائق التي تواجهه ، مهما بلغ بأبنائكم العمر، فهم يحتاجون لحكمة الأب، ورحمة الأم ، فكونوا لهم المحضن الذي يقيهم شر أصحاب الفكر المتطرف والمنحرف، ولاتتركوهم فريسةً لمن ضلوا وانزلقوا في مهاوي الدمار ، أعاذ الله شبابنا من كل سوء، وحفظهم من كل مكروه. واختتم سموه، حديثه بالشكر والثناء على أسرة التعليم في المنطقة الشرقية ومحافظاتها وجهودهم المبذولة، قائلاً سموه: سررت بالإيجاز الوافي الذي قدمه مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، فشكر له ولمدراء التعليم في محافظتي الأحساء وحفر الباطن، ولزملائهم وزميلاتهم من أسرة التعليم من المعلمين والمعلمات، والإداريين والإداريات، وأقول لهم نحن معكم، عوناً وسنداً، في كل وقت، نساهم معكم وندعمكم لإيصال رسالتكم التعليمية السامية مؤكداً أنه لابد من العمل بروح الفريق الواحد، واستشعار عظم العمل الذي تقومون به، ونحن معكم ومع شركاؤكم في تقديم كل ما يخدم العملية التعليمية، ويساهم في بناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة، ويمتلك قيما راسخا، ينشد استمرار تطور مجتمعه ووطنه، وفقكم الله في أداء الأمانة التي أنيطت بكم، ووفق الله أبناءنا وبناتنا في عامهم الدراسي، وجعله عام خير وبركة ونجاحات متواصلة. من جانبه، أوضح مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، أن عدد طلاب المنطقة الشرقية يبلغ 492.600 طالب وطالبة في مدارس المنطقة الشرقية في 1034 مدرسة للبنين و 888 مدرسة للبنات، فيما ينفذ التعليم جملة من المشروعات التعليمية المتنوعة والتي بلغت 84 مشروعاً تعليمياً، ما بين مستحدث وما هو تحت التنفيذ وقيد التسليم، إلى جانب إعادة تأهيل وترميم وصيانة عدد من المباني المدرسية بلغت 190 مشروعاً، وغير ذلك من المشروعات والجهود التي تنفذها الإدارة. وقال المديرس: إننا على مقرُبة وعلى موعدٍ مع المجد والعز الفخر، مع يوم من أيام الوطن، يوم أن وحّد الملك عبدالعزيز، الشتات، ولمّ الشمل تحت راية لإله إلا الله محمد رسول الله، فرفرفت بعدها بيارق المجد خفّاقة، وعمّ الأمن والرخاء أرجاء الوطن، إنه يومنا الوطني المجيد ال 87، لنجدد العهد والولاء ونكون للوطن أوفياء، فعلى حب الوطن ولا نساوم ولا نزايد. ونوه المديرس بجهود سمو أمير المنطقة الشرقية في جميع القطاعات، فهي واضحة لا تخفى، وقد حظي قطاع التعليم بنصيبٍ كبيرٍ من متابعة سموه الحثيثة وحرصه الدؤوب لإنجاحه، لاسيما وأننا اليوم نعيش تحديا كبيراً مع أنفسنا لنبذل قصارى جهودنا بما يسهم في تحقيق رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030، وكلنا أمل في طلابنا أن يحققوا تميزاً وصدارةً تفوق سقف توقعاتنا، وقد تأهل ولله الحمد عددٌ من طلاب وطالبات المنطقة الشرقية الفائزين بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع 2017 إلى الأولمبياد العالمية بعد حصولهم على مراكز متقدمة في المهرجان الوطني للإبداع وفي الأولمبياد الخليجي السادس GMO. كما حصل طالب على ميدالية ذهبية وجائزة أفضل مخترع شاب في مسابقة آيتكس 2017 بماليزيا، وتألقوا في فرق الكشافة لخدمة الحجيج، وشاركوا في مهرجان صيف الشرقية، ليترجم طلابنا ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – من دعم للموهوبين واستثمار العقول، وما يمتلكون من إمكانات وقدرات تؤهلهم لاعتلاء منصات التتويج العالمية. حضر الاستقبال، الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي، والمشرف العام على التطوير الإداري والتقنية بإمارة المنطقة الشرقية، الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي، ورئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب، ونائب رئيس محكمة الإستئناف الشيخ يوسف العفالق، ومدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ الدكتور صلاح السميح، وأمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، ووكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال، وعددٌ من أصحاب الفضيلة ووجهاء المنطقة ومسؤوليها من مدنيين وعسكريين.