انتشرت خلال السنوات الماضية الاخيرة ظاهرة #تحجير_السيارات، والتي قد تبدو للكثير غاية في الغرابة اوضياع للوقت. ويعتبرها اخرون انها جنون بينما يصّر من يمارسها على تصنيفها ضمن الفنون واظهار المواهب، فقامت صفحة "عالم المحركات" باستفتاء حول هذه الظاهرة على هاشتاق #تحجير_السيارات على موقع التواصل الشهير "تويتر"، والذي لاقى وصولاً وتفاعلاً سريعاً من الجنسين، حيث تخطت نسبة مشاهدة الهاشتاق حاجز 5 مليون و700 ألف شخص. واتجه الغالبية العظمى بنسبة 51% الى أن ما يقوم به هؤلاء الشباب هو مضيعة للوقت، خصوصاً وأنه بعد التحجير عليه أن يزيلها كلها تماماً حتى يتمكن من استخدام سيارته بشكل طبيعي، واعتبر21% ان الظاهرة هي عبارة عن ابداع وفن وابتكار. بينما اعتبر 21% اخرون انها خطر وضرر اذا سقطت السيارة، إذ أشار البعض أنها لا تختلف في باطنها عن ظاهرة التفحيط، وعلى الجانب الأخر يعتبرها البعض بديلاً أكثر أماناً عن التفحيط والسرعة المتهورة. وتعددت أشكال التفاعل على الهاشتاق ما بين اعجابات وتعليقات وإعادة نشر فاقت 61.000 حالة تفاعل، وشاركت صفحات اخرى متخصصة بالمعرفة ويتعدى عدد ميتابعها ال 6 مليون متابع ضمن الاستفتاء مثل "عالم الصحة، عالم الرجل، عالم المرآة، تطوير الذات، شغل عقلك، وهل تعلم" وبدعم الهاشتاق على أوسع نطاق لمراعاة إستكشاف الأراء من الجماهير ذوي الإهتمامات المختلفة والمتنوعة. الجدير بالذكر ان ظاهرة #تحجير_السيارات هي عبارة عن تزيين السيارة بالحجارة عن طريق رفعها بشكل مائل، ويتم رص الحجارة تحتها بشكل منظم مع ضمان ثبات السيارة وعدم انزلاقها لأن حجرة واحدة مرصوصة بطريقة غير متزنة يمكنها التسبب بانهيار الصفوف المرصوصة، أو إفشال عملية تثبت السيارة. والعملية تحتاج إلى أكثر من محاولة وتعاون عدة أشخاص وبعد الانتهاء من تثبيتها تبدأ مرحلة التفنن، فتستعمل الحجارة الملونة، ويتم التلاعب بطريقة صفها، حسب ذوق الشخص المعني، مع العلم أن التهديد بخلل توازن السيارة حاضر مع كل حجر يتم إضافته أو تغيير موقعه. ومن زاوية أخرى، ان إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي في مجتمعاتنا في السنوات القليلة الماضية اضافت إلى وعي المستخدم، حيث تحولت منصات التواصل الإجتماعي إلى ساحة فكرية يتم طرح وتداول ومناقشة أخر الأحداث المتداولة وكذلك أهم الظواهر المجتمعية في الوقت الراهن، من أجل تدعيمها وتشجيعها إذا كانت تصب في مصلحة الفرد والمجتمع أو التوعية من أثارها وسلبياتها في حال كانت تضر مصلحة الفرد أو المجتمع. وتفاعل الجمهور مع مثل تلك الوسوم إن دلت على شئ فهي تدل على النضج والوعي المجتمعي لأهمية تبادل الآراء والنظر للأمور من كافة الزوايا وسماع كل الأطراف حتى نخرج من هذا التفاعل بمعلومة أو تجربة أو إفادة للمصلحة العامة. ومن خلال تسليط الضوء على تلك الظاهرة المجتمعية أو غيرها، يتضح لنا ويتبلور الدور الهام و المحوري الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي والصفحات المتخصصة في طرح مواضيع ذات طابع مجتمعي مع توفير الفرصة الكاملة لطرح كافة الآراء والرؤى مع مراعاة الالتزام بأصول وآداب النقاش العامة من منطلق واجبها كمسئولية اجتماعية تجاه كل فرد داخل إطار المجتمع، حتى نستطيع جميعاً أن نقطف ثمار أي حوار أو نقاش هادف وبنّاء تحت راية إعلاء المصلحة العامة وشأن المجتمع.