يعد مركز القلب في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام من المراكز الرائدة في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب. وأوضحت المديرة التنفيذية للشؤون الطبية والاكلينيكية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، الدكتورة ريم البنيان أن المركز أضحى من الركائز الهامة في المستشفى وقد قطع شوطاً متقدماً في تشخيص وعلاج أمراض القلب. ويقدم خدمات تخصصية يشرف عليها استشاريين ذوي تدريب عالي المستوى من قبل كبرى المراكز العالمية لأمراض وجراحة القلب بأمريكا الشمالية وأوروبا في مجال تخصصاتهم الدقيقة، ويسهم المركز بكفاءاته وعبر برامجه العلاجية الحديثة، الى الرفع من مستوى الرعاية الصحية بالمنطقة باذن الله. برامج علاجية حديثة وذكرت مديرة المركز الدكتورة مريم القصير أن مركز القلب في تخصصي الدمام قد استحدث عدة برامج جديدة منها برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الأولى والثانية، وبرنامج متخصص في متابعة علاج مرضى قصور عضلة القلب. مشيرة إلى أن هذه البرامج تخصصية وتعد الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية. وأضاف الدكتور بسام مشنن نائب رئيس مركز القلب أن هذه البرامج من المهم استحداثها في مستشفى تخصصي مثل مستشفى الملك فهد الذي يعد مرجع ومركز متخصص بالأورام حيث أن نسبة كبيرة من مرضى الأورام يصابون باعتلال في عضلة القلب بسبب أدوية الأورام، وإن هذه البرامج التخصصية التي استحدثها مركز القلب أثبتت الدراسات الطبية فعاليتها في الوقاية من اعتلال عضلة القلب أو من تفاقم الحالة و كذلك في تحسين كفاءة عضلة القلب لدى أولئك المرضى. برنامج طب القلب الوقائي وأوضح رئيس برنامج طب القلب الوقائي الدكتور مشعل يوسف المضحي أن الدراسات الطبية تشير إلى أن المملكة العربية السعودية تعد من الدول العالية في العالم من حيث معدلات الاصابة بالأمراض المزمنة وعلى رأسها داء السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وانتشار السمنة، ممايتسبب في تزايد الإصابة بأمراض القلب والجلطات القلبية في عمر صغير نسبيا مقارنة بالدول الغربية. وأضاف الدكتور المضحي إلى أن برنامج طب القلب الوقائي يشمل أولئك الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بنوبة قلبية (برنامج من الدرجة الأولى) أو الذين أصيبوا بأحد أمراض القلب (برنامج من الدرجة الثانية) ، وأن هذه البرامج تقدم عبر فريق عمل متخصص، وتشمل المتابعة الطبية الدقيقة لجميع أنزيمات القلب وضبط جميع عوامل الخطر كضبط ضغط الدم وضبط داء السكري والكوليسترول – بالإضافة إلى المتابعة الفسيولوجية – والغذائية – وكذلك النفسية . وتؤدي هذه الخدمة بإذن الله تعالى إلى تسريع الشفاء، ومنع تطور المرض. وكذلك إعادة المريض الذي يعاني من مرض القلب إلى المستوى الأمثل من الأداء من الناحية الجسدية والعقلية والاجتماعية. من جانبها أكدت الدكتورة ريم البنيان أن هذا البرنامج يتواكب مع تصميم النموذج الجديد للرعاية الصحية، الهادف باذن الله الى تحقيق مقاصد برنامج التحول الوطني 2020 في قطاع الرعاية الصحية. نتائج إيجابية وأكد الدكتور مشعل المضحي إلى أن أكثر من 260 مريض من مرضى القلب قد استفادوا من برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الثانية منذ بدايته من أواخر شهر مايو الماضي، وأن النتائج الأولية للبرنامج أكثر من رائعة حيث أن مستوى التحسن في ضخ الدم من عضلة القلب ( Ejection fraction ) قد تحسن من متوسط 30% إلى متوسط 51% وأن نسبة التحسن في استهلاك الاكسجين أثناء فحص القلب بالمجهود تحسنت بنسبة 42% إضافة إلى إنخفاض في الضغط الإنبساطي بمتوسط 6 درجات وانخفاض في الضغط الانقباضي بمتوسط 11 درجة إضافة إلى التحسن الملحوظ في عدة علامات طبية أخرى. انخفاض معدلات الوفاة كما أوضح الدكتور المضحي أن أهمية هذا البرنامج تكمن في نقطتين، الأولى هي أن النتائج المحلية الأولية والحسابات تشير إلى توقع انخفاض شديد في معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 47% أقل من المرضى الذين لم يتسنى لهم المشاركة في مثل هذا البرنامج أي النصف تقريباً. وأضاف أن النتيجة هذه تدعم بقية النتائج المنشورة في الدراسات الطبية العالمية حيث أكدت الدراسات بحدوث انخفاض في معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب بمتوسط 36% للمرضى المشاركين في برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الثانية. النقطة الثانية في أهمية هذا البرنامج هو فيما أكدته الدراسات الطبية والأنظمة الصحية العالمية أن برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الأولى أو الثانية ينتج عنه انخفاض في نسبة دخول أو إعادة دخول مرضى القلب للتنويم في المستشفى ومن آخر الدراسات دراسة نشرها مستشفى مايوكلينك عام 2016م أن نسبة الانخفاض في إعادة دخول مرضى القلب للتنويم بسبب هذا البرنامج هي 40% وذلك انعكاس للتحسن الملحوظ في كفاءة عضلة القلب وكذلك في جودة ونوعية الحياة للمرضى (Quality of Life ) و بالتالي فإن ذلك يعود بالأثر الايجابي على التكلفة المادية التي يتكلفها مرضى القلب وعلى مستوى الخدمة الصحية المقدمة في المنطقة. الحاجة الماسة لبرامج متخصصة ونوه الدكتور مشعل المضحي إلى الحاجة الماسة لزيادة مثل هذه البرامج في دول العالم العربي وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص وأن الأدلة طبية تؤكد فعالية هذا البرنامج ونتائجه الإيجابية على مرضى القلب أو من لديهم عوامل خطرة للاصابة بأحد أمراض القلب واستشهد بدراسة كندية نشرت في عام 2015 م حيث عملت مقارنة لعدد المراكز التي تقدم برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الثانية بين دولة كندا وبين 22 دولة من دول العالم العربي وأكدت الدراسة أنه لايوجد في دول العالم العربي كلها سوى 8 مراكز فقط تقدم مثل هذا البرنامج، 4 منها في دول الخليج بينما في دولة واحدة مثل كندا فإنه هناك أكثر من 128 مركزاً يقدم برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الثانية دون احتساب بقية المراكز التخصصية التي تشمل برنامج طب القلب الوقائي من الدرجة الأولى أيضاً. برنامج الرعاية الدورية لمرضى القصور القلبي من ناحية أخرى أكد الدكتور أسامة حسين إسماعيل رئيس برنامج الرعاية الدورية لمرضى القصور القلبي والتي تم استحداثها في مركز القلب منذ ستة أشهر فقط أن عدد المرضى الذين استفادوا من هذا البرنامج وهذه الخدمة يزيد عن 85 مريض وأن التحسن في ضخ الدم من عضلة القلب (Ejection fraction ) لديهم بمتوسط 7% أعلى من المرضى المتابعين في عيادات القلب الأخرى بالإضافة الى التحسن الملحوظ في كفاءة عضلة القلب و عدة علامات أخرى للمرضى الذين أصيبوا باعتلال في عضلة القلب نتيجة أدوية الأورام. خدمات جديدة وختمت الدكتورة مريم القصير تعليقها بأن مركز القلب بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام يعمل حاليا مع إدارة المستشفى على التوسع وتقديم خدمات تخصصية أخرى كخدمة القسطرة القلبية التداخلية وخدمة جهاز دعم النبضات الانعكاسي الخارجي وخدمة زرع جهاز ناظم الخطأ، وجهاز مزيل الرجفان البطيني الداخلي، وذلك لتلبية الحاجة المتزايدة في المملكة وبالذات في المنطقة الشرقية.