قال الدكتور حمد المانع وزير الصحة، في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبيد العبيد وكيل وزارة الصحة للتطوير والتخطيط ، إن أمراض القلب أصبحت بعد الزيادة المطردة في معدلها في السنوات الأخيرة، حملاً ثقيلاً تنوء به المجتمعات الغربية عامة ومجتمعاتنا الشرقية خاصة بعدما طرأت عليها عادات غريبة منها (انتشار التدخين والبدانة وقلة الحركة والزيادة المستمرة في الداء السكري ) ، مشيراً إلى أهمية مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، كمركز مرجعي متقدم تحال إليه الحالات المتقدمة والمعقدة في أمراض وجراحة القلب عند البالغين وفي المستقبل القريب عند الأطفال. وأعرب المانع - خلال افتتاحه المؤتمر الدولي الثاني لمركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب في تصوير القلب المتطور الذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية أمس الأول عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في رفع مستوى الأطباء والممرضين والفنيين العالميين ، بمجال أمراض القلب وتطوير قدراتهم بما يرتقي بالخدمات الصحية المعقدة لمرضى القلب بالمملكة إلى مستوى متميز يضاهي تلك الخدمات المقدمة في المؤسسة العالمية العريقة. من جهته ، أوضح الدكتور عبدالله العمر المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، في كلمة ألقاها عنه الدكتور عبدالرحمن المزروع المدير التنفيذي بالنيابة، إن الزيادة في حالات أمراض القلب في المملكة ودول الخليج ستتضاعف بنسبة 419% بحلول عام 2025م - بحسب الدراسات الاستشرافية المحلية والاقليمية - ، لافتا إلى أن تكلفة الرعاية الصحية لمرضى القلب ستزيد إلى الضعف. وبين العمرو أن المؤتمر يبحث في تشخيص أمراض القلب وهي التي تتصدر قائمة المشاكل الصحية عالميا من حيث الشيوع أو الخطورة أو التكلفة، مفيداً أن 30% من أسباب الوفيات في العالم هي نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية، ففي عام 2005م وحده قدر عدد الوفيات نتيجة أمراض القلب ب (17) مليون شخص 80% منهم في الدول النامية ويتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 20 مليون شخص سنويا بحلول 2015م، طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية. وأضاف: الدراسات المسحية التي أجريت في المملكة لعوامل الخطورة لأمراض القلب تعزز هذه التوقعات ، وتؤكد على أهمية التوسع الكمي والنوعي في الخدمات الصحية لمرضى القلب تشخيصياً وعلاجياً على حد سواء. وفي السياق ذاته ، قال الدكتور مصطفى يوسف مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، إن المركز حقق خلال سنتين ونصف من إنشائه 700 عملية جراحية مفتوحة وأكثر من 3 آلاف عملية قسطرة قلبية،اضافة إلى زرع أكثر من 300 جهاز لتنظيم ضربات القلب، وبين أن المؤتمر نظم مؤخراً حملة تعريفية توعوية ، عن أمراض القلب، استهدفت كافة أفراد المجتمع ، استمرت لمدة سبعة أسابيع في الأسواق العامة، لافتا إلى أن المركز سيضيف قريباً إلى خدماته جراحة مرضى القلب من الصغار والخدج. وأضاف : أن المؤتمر الدولي الثاني يؤكد رسالة مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، في التعليم الطبي المستمر في مجال أمراض القلب وبخاصة تصوير القلب المتطور، والذي حقق أهدافه التعليمية لشريحة مهمة من الأطباء والجهاز التمريضي والفني. عقب ذلك بدأت جلسات المؤتمر ليوم أمس الأول باحتوائها على سبع جلسات علمية ناقشت استخدامات تصوير القلب المتطور، والتي شملت تصوير القلب لترشيد التدخلات القلبية المختلفة في حالات استخدام الرنين المغناطيسي (الحي) أثناء القيام بالاجراء القلبي المحدد، اضافة إلى تحديد طبيعة الشرايين التاجية ذات المنشأ والمسار المغاير لطبيعتها واستخدامها للقيام بالإجراءات التداخلية المختلفة. وبحث المختصون أهمية تصوير القلب المتطور لتحديد حيوية العضلة القلبية، التي تتناول التقنيات المختلفة والمقارنة والمفاضلة بين هذه التقنيات، والتعرف على خصائص كل من هذه التقنيات في رفع نسبة الكشف الايجابي (التعرف على مظاهر الحيوية) أو نسبة الكشف السلبي، (التعرف على مظهر عدم الحيوية) لكل من هذه التقنيات ، في حين تميزت احدى الجلسات بالبحث في وسائل التصوير المتطور التي استخدمت مؤخرا في تقييم زرع خلايا جذعية في عضلة القلب المتعرضة للاحتشاء ( موت جزء من عضلة القلب) ويعد البحث في هذا الموضوع الأكثر حداثة من أكثرها تشويقا لما تحمله من نتائج مباشرة على نجاح هذه التقنية المستخدمة والتي تحمل في طياتها أملاً كبيراً في تحسين أداء عضلة القلب عند عدد كبير من المرضى الذين تعرضوا لاحتشاء عضلة القلب، والذين يعانون من هذه الأزمة الخطيرة. وركزت الجلسات على استخدام التصوير بالموجات الصوتية للقلب في الحالات المختلفة، مثل تقييم أداء عضلة القلب الأيمن وعضلة القلب الأيسر، واستخدام تقنية مرور الدم في عضلة القلب، والتي أضيفت إليها مجدداً تقنيات حديثة معقدة، والتي تساهم في الكشف الدقيق على خصائص عضلة القلب المتعرضة للاصابة بالتضخم أو الاحتساء أو عدم الاسترخاء المرضي وغيرها، كما بحثت استخدام التصوير المقطعي والمسح الذري والتعمق في اقتصاديات التقنيات المختلفة، وكفاءة مثل هذه التقنيات في تحديد عوامل الخطورة الكامنة في حالات انسداد الشرايين التاجية الحادة، اضافة إلى عرض أحدث التطورات في التصوير المقطعي المتعدد وفي جلسة عمل لا تقل أهمية يتم مناقشة تصوير الاجراءات القلبية المختلفة واستخدامها في التدخلات الهادفة إلى معالجة اضطرابات كهرباء القلب. وعن أمراض القلب للأطفال ، فقد ناقشت الجلسات تصوير القلب بالموجات الصوتية عند الأطفال ، تناولت استخدامات التصوير بالموجات الصوتية في التقييم المجزأ لأمراض القلب الولادية، اضافة إلى استخدامات التصوير عبر المرىء واستخدامها في تقييم حالات ما بعد اجراء العمليات الجراحية لتشوهات القلب الولادية، وقدمت الجلسات دور الرنين المغناطيسي في حالات اعتلال القلب التضخمي، وتقييم ارتفاع ضغط الدم الرئوي بالتصوير باستخدام الموجهات الصوتية للأنسجة، اضافة إلى تقييم حالة سريرية عن استخدام التصوير بالسرعات الصوتية للأنسجة في اعتلال القلب الانكماشي.