سجل ناشطون حدوث أكثر من 30 حالة اختناق اليوم السبت جراء قيام قوات الأسد باستهداف جبهات بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية بريف دمشق بغاز الكلور السام، بحسب ما أفادت شبكة شام الإخبارية وناشطون. وذكر فيلق الرحمن وهو فصيل عسكري يقاتل على جبهات الغوطة أن قوات الأسد استهدفت نقاط عناصره على جبهة عين ترما بغاز الكلور السام القاتل، بعد فشلها في التقدم لليوم الثالث عشر باتجاه البلدة وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة. وكان الثوار تمكنوا اليوم من صد محاولة تقدم قوات الأسد على جبهات عين ترما، وتمكنوا أيضا من تدمير دبابة وعطب عربة "بي أم بي" وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد، وأجبروا المهاجمين على التراجع. وقام الثوار باستهداف مواقع وطرق إمداد قوات الأسد على جبهة حي جوبر وبلدة عين ترما بقذائف مدفعية. وعلى محور آخر تمكن الثوار من صد محاولات تقدم قوات الأسد في بلدة حوش نصري وعلى جبهة الأوتوستراد الدولي "حمص-دمشق"، وكبدوا المهاجمين خسائر بشرية ومادية. وترافقت الاشتباكات مع شن الطيران الحربي غارات جوية عنيفة على بلدة عين ترما ومدينة زملكا وأطراف مدينة سقبا وبلدة جسرين، وتعرضت مدن دوما وحرستا لقصف مدفعي عنيف دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين. والثلاثاء حذرت باريس وواشنطن من أن أي استخدام للغازات السامة من قبل نظام الأسد في سوريا سيتلقى ردا من كلا البلدين وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على أنهما سيعملان معا لإيجاد رد مشترك في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا. والجمعة دعت فرنسا أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للتحرك بحزم بخصوص نتائج تقرير المنظمة الذي أفاد بأن غاز الأعصاب (السارين) استخدمه نظام الأسد في هجومه على خان شيخون خلال نيسان الماضي، مؤكدة بأن استخدام النظام للسلاح الكيماوي "واضح لا لبس فيه". وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان لها: أن "نتائج هذا التقرير لا تقبل الجدل"، وأضافت "على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضائها تحمل مسؤولياتهم والتنديد بأشد العبارات الممكنة بهذا الانتهاك غير المقبول لنظام حظر الانتشار السلاح الكيماوي". ونوهت الخارجية الفرنسية "إلى وجوب محاسبة من قاموا بالفظائع في خان شيخون وغيرها من الهجمات بالأسلحة الكيماوية على جرائمهم" التي اقترفوها بحق المدنيين العزل في سورية. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة، إنه "لا شك على الإطلاق في أن قوات بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية في نيسان الماضي". وقال جونسون "تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة للتأكد منها لكن ليس لدي شك على الإطلاق في أن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد"، وأضاف جونسون: "سنواصل الحملة البريطانية لفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجوم"، وتابع جونسون أن "من يستخدمون أسلحة كيماوية ضد الأبرياء ينبغي محاسبتهم". وكانت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة، نيكي هيلي، قد أعلنت يوم أمس أن بلادها تنتظر من لجنة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تسمية المسؤولين عن استخدام الأسلحة السامة في مدينة خان شيخون التي استهدفتها قوات الأسد يوم 4 نيسان الماضي.