أكد عدد من المحللين الأمنيين ل «الشرق» أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للمملكة تجيء في إطار عودة الإجماع العربي والإسلامي ضد أطماع إيران، وبما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي يواجهها الوطن العربي في الوقت الراهن. وقال الخبير السياسي الدكتور علي التواتي، إن الزيارة تستمد أهميتها من طبيعة العلاقات التاريخية بين البلدين واقتناع وتوافق القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإجماع الدولي والعربي في عدد من القضايا، أبرزها ضرورة إيجاد حل للقضية السورية من دون بشار الأسد، الذي أزهق أرواح آلاف السوريين وشرَّد ملايين البشر هناك، وأيضاً سيكون هناك توافق حول ضرورة كبح الأطماع الإيرانية في الدول العربية. وأضاف أن الرئيس السيسي أصبح على دراية تامة بصلابة وعمق رأي القيادة في المملكة حول القضايا الإقليمية، خصوصاً في اليمن التي أنقذتها «عاصفة الحزم» من الهيمنة الإيرانية، وأيضاً دورها المحوري في القضية السورية وعدم التنازل عن أي قرار من شأنه الوقوف مع الشعب السوري ضد الهيمنة الإيرانية هناك، والجرائم التي يرتكبها النظام في الشعب السوري الأعزل، والتي أجمع العالم على إدانتها. ولا شك أن هذه الزيارة هي زيارة توافقية لرجوع دولة مصر لإطارها العربي والإسلامي نظراً للقوة القيادية التي حققتها قيادة خادم الحرمين الشريفين سواء فيما يتعلق بالتحالف الإسلامي الذي شكَّلته المملكة من عدد كبير من الدول الإسلامية، أو القيادة الإقليمية للدول العربية. أما في الجانب الاستثماري والتجاري بين البلدين، فإن التطور الملحوظ في العلاقة الاستثمارية واضح عبر مشروع إنشاء جسر بري يربط البلدين، وأيضاً هناك أفكار حثيثة لربط البلدين بمشروع القطار، كما أن هناك ربطاً كهربائياً بين السعودية ومصر. أما المحلل السياسي اللواء المتقاعد الدكتور علي الرويلي، فأشار إلى أن الزيارة ستبحث عدة ملفات، أبرزها ملف الأمن القومي للبلدين، ومحاربة الإرهاب الذي تجاوز الحدود، ويجب وضع الخطط للقضاء على هذه الأفكار الضالة. كما أن هناك ملف التحالف الاستراتيجي بين البلدين، الذي سيتفق عليه الزعيمان، خصوصاً أن مصر عضو في التحالف الإسلامي لدعم الشرعية في اليمن، وتشارك بقوات لها هناك. وأضاف أن الزعيمين العربيين، اللذين تلتفت إليهما الشعوب العربية باعتبارهما زعيمين للدول الأكثر تأثيراً في المنطقة، سيتفقان على تقليم ونزع أظافر إيران وتدخلاتها في الدول العربية، وسُبل التعاون في هذا الشأن كما سيتم دعم المبادرة العربية، خصوصاً فيما يتعلق بالشأن السوري الذي أجمع العالم على إدانته.