جسدت حرب أكتوبر العام 1973 أهم الملاحم العربية التي سطرتها المملكة ومصر بالوقوف في وجه الكيان الإسرائيلي وتمدده بالمنطقة العربية، حين أعلن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وقوف المملكة الكامل مع مصر وبقية الدول العربية لاستعادة أراضيها المحتلة من قبل إسرائيل. وأوقف تصدير النفط إلى الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي، الذي أسفر عن تحرير معظم الأراضي العربية وإعلان الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إنه لولا الله ثم المملكة لما تمكنت مصر وبقية الدول العربية من استعادة أراضيها التي كانت تحتلها إسرائيل. وأسفر تطابق الرؤى بين القيادتين المصرية والسعودية في تحقيق أول وأكبر انتصار عربي على الكيان الإسرائيلي منذ إنشائه عام 1948، كما كان لتطابق الرؤى المصرية - السعودية العامل الأهم لإعادة دولة الكويت إلى خريطة العالم بعد اجتياحها من قبل النظام العراقي في العام 1990، واستصدار قرار الجامعة العربية بإدانة الاجتياح وحق الكويتيين في استعادة دولتهم بكل الوسائل. وقد تطابقت مواقف البلدين المملكة ومصر في معظم القضايا التي شهدتها المنطقة العربية، وآخرها الموقف تجاه اليمن، إذ أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة للمملكة وقوف بلاده مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وعدم السماح لأي ميليشيات عسكرية بالمساس بسلامة أمن البحر الأحمر أو تهديد حركة الملاحة الدولية. كما كانت الأزمة السورية تعكس تطابق المواقف بين البلدين، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري الذي أكد أيضا على توافق الرؤى السعودية - المصرية نحو مستقبل سورية واستقرار المنطقة، إضافة إلى رفض الرياض والقاهرة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وتأكيد مصر في أكثر من مناسبة وقوفها إلى جانب المملكة أمام التدخلات الإيرانية في شؤونها، بما في ذلك إدانتها لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد الإيرانية.