تعد القرية السعودية للإبل بالصياهد الجنوبية للدهناء، التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس الأول خلال رعايته الكريمة للحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، الأولى والأكبر من نوعها في العالم وتأتي بمساحة قدرها 30 مليون متر مربع، وصُممت القرية لتحوي الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالإبل وثقافتها، برؤية تهدف إلى أن يكون الموقع الأول والأهم في العالم للإبل وأنشطتها، وصممت على أن تقام فيها الأسواق والخدمات والفعاليات والمرافق والخدمات والمنتجعات على نحو متكامل. وجاءت فكرة إقامة القرية بناء على الأمر السامي الكريم رقم 3977 في 22 محرم 1438ه القاضي بالموافقة على تولي دارة الملك عبدالعزيز التنظيم والإشراف على مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل والفعاليات المصاحبة له، والأمر السامي الكريم رقم 13708 في 20 ربيع الأول 1438ه القاضي بتكليف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تصميم وتنظيم الموقع، ويشمل تنفيذ المشروع المباني والبنية التحتية وجميع عناصر المشروع وخدماته على مراحل، فبدأ تنفيذ المرحلة الأولى فيه بتهيئة الموقع لإقامة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الأولى المطورة 1438ه. وجرى بعد ذلك تحديد الموقع على طريق الرمحية الحفنة على مساحة 30 مليون متر مربع، لاتساع رقعته السهلية، ومناسبة تربته للإبل وإقامة منشآت المهرجان، ولمكانته التاريخية إذ كان نقطة انطلاق جيوش الملك عبدالعزيز لتوحيد البلاد، وأُعِد نطاق العمل للمشروع، وتم التصميم العمراني لكامل القرية والتصميم الأولي (وهي المرحلة المستعجلة) لمتطلبات إقامة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل من قبل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ونفذت هذه المرحلة تمهيدًا لتشغيلها في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في شهر جمادى الآخرة 1438ه. وكان التصميم يسير وفق منهجية دقيقة جرى من خلالها إعداد التصاميم، فبعد جمع المتطلبات الوظيفية والفراغية للمشروع أُعِد المخطط الشامل لكامل القرية السعودية للإبل، والذي يحدد توزيع الوظائف بناءً على تحليل الموقع، ويحدد المداخل والطرق وأماكن المرافق والخدمات، والتوسعة المستقبلية والتأثيرات العمرانية على محيط الموقع، كما تم إعداد المخطط العام للمرحلة الأولية وشملت توزيع المتطلبات الوظيفية والفراغية للمهرجان، وأُعِد التصميم العمراني التفصيلي لكامل القرية لتشمل كل العناصر والمرافق والطرق والخدمات ومراحل التنفيذ، مراعية طبيعة الموقع المميزة والملاحظات على تجربة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في هذا العام وتحديد أولويات التنفيذ بالإضافة إلى دراسات الجدوى الاقتصادية للمكونات الاستثمارية بالموقع، ثم تعد بعدها التصاميم المعمارية التفصيلية ووثائق التنفيذ. ومرت القرية من خلال إنشائها بأربع مراحل تطويرية: مرحلة التخطيط، ومرحلة التصميم، ومرحلة التنفيذ، ومرحلة التشغيل والصيانة، انقسمت من خلالها الأدوار بين المالك والاستشاري المصمم والمقاول المنفذ والشركات المشغلة. واعتُبرت في تصميم القرية مواصفات ذات درجة عالية، من المحافظة على الطبيعة البيئية المميزة للموقع، وتقليل التأثيرات السلبية البيئية، وكذلك استخدام أسلوب عمراني مميز للموقع يعكس ثقافة الموقع وطبيعته الصحراوية، كما روعي تحقيق المرونة في المنشآت لتستخدم المباني في الأنشطة الدائمة والخيام في الأنشطة الموسمية، واستخدمت المواد والألوان المتوافقة مع البيئة الصحراوية، وأيضا تحقيق متطلبات جميع فئات المجتمع والزوار خصوصًا العائلات، ولتكون الثقافة العمرانية المحلية منطلقًا إلى مستويات عالمية، وللتحكم في الأنشطة والمخيمات المحيطة بالموقع وربط علاقة معها. واحتوت القرية على أربعة أقسام رئيسة: القسم الأول: منطقة فعاليات تشمل المنصة الرئيسة والاستراحات الملكية بمساحة إجمالية تساوي 35 ألف وتشمل منطقة الفعاليات أيضاً منصة لمدرجات الجمهور. وتشمل أيضا منطقة عرض وتحكيم الإبل، بها، كما تشمل مضمارًا لسباق الهجن وهو على ثلاثة مسارات بأطوال مختلفة 8 كم, 6 كم, 4 كم, ويتصل المضمار بممر الإبل من أمام المنصة الر ئيسة ومدرجات الجمهور. وضمن منطقة الفعاليات أيضًا المزاد الذهبي للإبل بمساحة إجمالية قدرها 1.1 مليون م2، بها أحواش للدلالين وحظائر للجلابة وموقع شيخ السوق وخيمة الضيافة ومكتب تنظيم السوق وتوثيق المبيعات، ومنطقة خدمات. أما القسم الثاني فهو مركز القرية وهي منطقة الأنشطة والفعاليات الترفيهية والثقافية، ومنطقة لبيع المنتجات والمأكولات الشعبية، بالإضافة إلى الحرف والصناعات اليدوية، ويضم موقعين الأول منهما مركز القرية والمتنزه الصحراوي بمساحة إجمالية قدرها 150ألف م2، ويشمل ساحة القرية التراثية و(معرض سنام) وهو متحف للإبل، والمسرح المفتوح، وخيمة متعددة الاستعمالات لمسرح الأطفال وورش العمل ومسابقة شيلة وطن، والقبة الفلكية، والمتنزه الصحراوي ويتضمن مواقع لعربات الطعام المتنقلة والمخيمات التراثية للفعاليات والأنشطة و57 كشكًا لسوق الحرف والصناعات اليدوية، و48 محلاً لسوق المأكولات الشعبية، و16 مطعمًا في ساحة المطاعم، ومصلى القرية الرئيس، ومركز توجيه واستقبال الزوار. والموقع الثاني لمركز القرية هو المرافق والخدمات المساندة بمساحة إجمالية قدرها 200 ألف م2، وتشمل غرف المراقبة والتحكم، والعيادة الطبية، وسبعة مهابط لطائرات عمودية، ومكاتب وورش الصيانة والتشغيل، المطبخ الرئيس، وسكن للعمالة، والمستودعات وساحة المعدات، وخدمات مساندة منها 750 موقفًا لكبار الزوار. والقسم الثالث المخيمات بمساحة إجمالية قدرها 1.1 مليون م2، منها ثمانية مخيمات ملكية تقع شمال القرية على بعد 15 كم و 26 كم، وتشمل ثلاثة مخيمات ملكية رئيسة، وخمسة مخيمات لكبار الضيوف مع مهبط للهليكوبتر، و36 استراحة لكبار ضيوف الدولة والمدعوين، ومخيمات للجهات الحكومية، ومخيمات إدارة المهرجان ولجنة التحكيم. والقسم الرابع: سوق الإبل ويشمل سوقًا للإبل، وسوقًا للأعلاف، وسوقًا لمستلزمات الإبل، ومستشفى للإبل، ومركزًا لأبحاث الإبل، ومسلخًا، إضافة إلى الخدمات والمرافق العامة. وستعد التصاميم العمرانية والمعمارية من خلال مسابقة بين عدد من المكاتب الاستشارية الهندسية العالمية والتي ستعطي للمشروع قيمة مضافة في بعدها العمراني. وسيجري استكمال أعمال تنفيذ وتوريد وتجهيز عناصر ومكونات المرحلة الأولى لتكون مكملة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في عام 1439ه، ثم يأتي بعد ذلك التصميم المعماري ووثائق التنفيذ لكامل القرية، من خلال إعداد المخططات التنفيذية والوثائق النهائية لكامل المشروع، والتي تكون بمسابقة عمرانية بين عدد من المكاتب العالمية. ثم يكون تنفيذ المرحلة الثانية التي سينفذ فيها مضمار الهجن وسيكون الانتهاء منه في 1439ه، ثم تنفيذ سوق الإبل وسيكون الانتهاء منه في 1441ه بمشيئة الله تعالى. ثم تنفيذ المرحلة الثالثة التي ستقام فيها المخيمات والمنتجعات البرية وسيكون الانتهاء منها في 1441 ه. ثم المراحل المستقبلية التي تشمل أي عناصر أو متطلبات إضافية للقرية السعودية للإبل. وتأتي في النهاية مرحلة التشغيل والإدارة وهي مرحلة مستمرة، تزداد مهامها مع تنفيذ مراحل المشروع، ويشمل نطاق إدارتها كامل القرية من تشغيل وصيانة للمنشآت وأنشطة وفعاليات موسمية أو دائمة، بالإضافة إلى الأنشطة الاستثمارية من منتجعات ومخيمات برية.