شهد الاستثمار السياحي في المملكة خلال الأشهر الأخيرة ظهور نمط جديد من الاستثمار السياحي والمتمثل في مشاريع المخيمات الصحراوية السياحية، وذلك بعد افتتاح عدد من هذه المشاريع، وخاصة في محافظة العلا التي افتتح فيها العام الماضي ثلاثة مخيمات صحراوية سياحية بمواصفات متقدمة. وتتميز هذه المخيمات الصحراوية بتقديم خدمات فندقية في هذه المخيمات إضافة إلى أنشطة السفاري والفعاليات والوجبات التراثية وغيرها، كما يتوقع نجاح هذا النوع من الاستثمارات قياسا إلى ما تتميز به المملكة من مناطق صحراوية جذابة، وإقبال المواطنين على السياحة الصحراوية. ويقول فهد المغير، أحد المستثمرين في مجال المخيمات البيئية، إن استثماره في مجال المخيمات البيئية من خلال إنشاء مخيم صحاري في مدينة العلا بدأ بعد دراسة لحاجات السوق وحجم الطلب وأيضا توفر البيئة المساعدة لنجاح المشروع ما بين التضاريس والتراث والمعالم التاريخية التي تزخر بها مدينة العلا. وأضاف إن هذه الفكرة الجديدة لقطاع الإيواء شهدت طلبا متزايدا من قبل الزوار سواء أكانوا أجانب مقيمين أو سعوديين، وساهم قرب المخيم من الأماكن التراثية كمدائن صالح التي لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات، بالإضافة إلى ما يقدم من وجبات شعبية وفعاليات أخرى سياحية كزيارة بعض الأماكن التراثية بواسطة الجمال، مع العلم أن قضاء وقت ممتع في خيام مجهزة وفي منطقة صحراوية ذات مناظر خلابة يعتبر عنصر جذب كبيرا في حد ذاته. وأعتبر أن الإقبال الذي شهده المخيم حثنا على المضي قدما في توسعته خلال الأشهرالأربعة المقبلة بعد انتهاء فترة الشتاء لهذا العام وبنسبة الضعف، فسعة المخيم التي تستوعب 50 شخصا للإيواء و200 شخص للاستقبال ستصل الطاقة الاستيعابية له بعد التوسعة إلى 100 نزيل مع 400 شخص للاستقبال بإضافة 24 خيمة مختلفة المقاسات والتجهيزات لضيوف المخيم، مؤكداً أن نجاح مشروع المخيم الصحراوي السياحي جعله يفكر في إنشاء مخيم آخر بصبغة ريفية زراعية والتي هي أيضاً من طبيعة المنطقة لتوفير خيارات أوسع لضيوف المنطقة. ويعد مخيم مداخيل الصحراوي في محافظة العلا أول مخيم صحراوي سياحي يحصل على رخصة من هيئة السياحة، وقد افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ونوه في تصريح صحفي بعد الافتتاح بتوجه الشباب السعودي من محافظة العلا للاستثمار في هذا النشاط، واعتمادهم على الشركاء المحليين في توفير خدمات المخيم الصحراوي من فعاليات وأنشطة وخدمات، مؤكدا سموه على اهتمام الهيئة بأن تكون المشروعات السياحية مفيدة للمجتمعات المحلية وموفرة لفرص العمل لأبنائها. وقد عبر مدير المشروع عبدالواحد العبدالواحد عن شكره وتقديره لسمو رئيس الهيئة على تسليمه رخصة المشروع، مؤكدا اعتزازه وزملاءه الشباب المستثمرين في هذا المشروع بأن يكون مشروعهم أول مخيم صحراوي سياحي يستلم رخصة من الهيئة بعد بدئها خدمة الترخيص لهذا النمط السياحي الجديد. وأشار إلى ان نشاط المخيمات السياحية البيئية نشاط استثماري واعد، مثمنا دعم هيئة السياحة له في إطار دعمها لكافة الاستثمارات السياحية. وعبر عن تقديره لمحافظ العلا رئيس اللجنة التنفيذية للتنمية السياحية بالمحافظة على ما وجده المشروع من دعم منه ومن اللجنة، مبينا أن المخيم أنشئ بجهود شبابية، ويقع على مساحة كبيرة تقارب العشرة آلاف متر مربع، حيث يحتوي على 26 وحدة تتضمن 20 خيمة، مشيرا إلى أن النزيل يعيش في المخيم الحياة التقليدية السعودية الأصيلة، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الترفيهية المتنوعة من ركوب الجمال والرحلات الاستكشافية، ورحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية وغيرها. من جهته أوضح الدكتور حمد السماعيل، نائب الرئيس للاستثمار والتطوير السياحي بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الهيئة وسعيا منها لتنظيم وتطوير ودعم هذا النشاط والاستثمار السياحي الواعد بدأت خدمة الترخيص للراغبين في الاستثمار في هذا النشاط بعد وضع المعايير التي تضمن الارتقاء به بما يخدم السائح المحلي ويتوافق مع متطلبات السياحة البيئية، مشيرا إلى ما تزخر به مناطق المملكة من مواقع صحراوية وبيئية فريدة وما تشهده السياحة البيئية والصحراوية من إقبال من المواطنين والمقيمين مما يجعل هذا النشاط من الأنماط السياحية المهمة التي تسعى الهيئة إلى استثمارها وتطويرها. وأفاد د. السماعيل بأنه قد تم تطوير ضوابط الترخيص لهذا النشاط من خلال فريق عمل مكون من كل من: (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وزارة الشئون البلدية والقروية، وزارة الداخلية، وزارة الزراعة، الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وزارة المالية، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة)، مشيرا إلى أنه قد تم وضع المعايير في دليل يحدد أدوار واشتراطات هذه الجهات الحكومية المعنية بهدف تطوير مشاريع المخيمات وتحقيق الجودة والسلامة في خدماتها، وتحديد الجوانب التي تتطلب المعالجة والتطوير، بالاستفادة من التجارب العالمية في هذا الخصوص. وعملت هيئة السياحة على دعم الاستثمار في المخيمات البيئية السياحية من خلال إنشائها مشروع مخيم في محمية عروق بني معارض بمنطقة نجران على مساحة 120الف م2، التي تبعد عن محافظة نجران 190 كلم، وعن مطار وادي الدواسر مسافة 150كم ويشكل المشروع منظومة متكاملة لوجوده في منطقة الربع الخالي وقربه من منطقة الفاو ومنطقة ابار حمى. فيما أكد المهندس أسامة الخلاوي مدير عام إدارة تطوير المواقع السياحية في الهيئة أن مخيم محمية عروق بني معارض يحتوي على صالة استقبال بمساحة 60م2، تشمل طاولة استقبال وجلسات انتظار مدخل على شكل خيمة وغرفة حارس أمن، بالإضافة إلى عدد2 مخيم مساحة كل منهما 120 م2 يتسع المخيم لسريرين مزدوجين، مع دورة مياه وجلسة خارجية. وتهدف إقامة مشاريع المخيمات البيئية إلى تنمية السياحة البيئية في المناطق المحمية من خلال ايجاد منتجات تتوافق مع طبيعة المحميات وحساسيتها البيئية بالإضافة الى تحفيز الاستثمار فيها بايجاد نموذج استثماري تقوم الدولة بتنفيذ نواة المشروع على أن يقوم المستثمر بالتشغيل والتطوير المستمر، وتوفير فرص عمل للمجتمع المحلي. وتشترط الهيئة العامة للسياحة والتراث العمراني على الراغبين في الاستثمار في مجال المخيمات البيئية السياحية توفر عدد من الشروط ترتبط بموقع المخيم، وتوفير المواقف، بالإضافة إلى تجهيز مدخل المخيم من الخارج والمكاتب الامامية «الاستقبال»، وكذلك اشتراطات لخيمة الضيافة، وللنظافة، وبمساحات للاستجمام ودورات المياه العامة وأيضاً الممرات. ولم تقتصر اشتراطات الترخيص على ذلك بل اشتملت على شروط لخيام النوم من مساحة ومدخل وخطة للخروج في حال الطوارئ والنظافة وغيرها من الاشتراطات، وللأنشطة المصاحبة للمخيم نصيب والتي يلزم توفر على الأقل نشاطين داخل المخيم، بالإضافة إلى تجهيز خيام للطبخ تتوفر فيها أدوات الطبخ، وأماكن لتحضير الشوي خارج خيام الطبخ، ولم يتم إغفال جانب الصيانة التي تلزم بتوفر امداد احتياطي للمياه، مع توفير مصادر للطاقة الكهربائية تكون بديلة عند انقطاع التيار الكهربائي، مع تواجد موظف في الاستقبال على مدار الساعة ويشترط فيه ان يكون حاصلا على شهادة اسعافات أولية، تترافق مع منع للتدخين بالنسبة للموظفين أثناء ساعات العمل. المخيمات الصحراوية توفر خدمات سياحية للنزلاء مخيم صحراوي بالعلا