لعل السؤال الذي يتفق عليه كل الناس، كيف يصنعون البهجة في حياتهم؟ لا بأس يا عزيزي القارئ الكريم.. البهجة والسعادة ما هما إلا صورة ذهنية «هي تصورات عقلية» نحن من صنعناها في أذهاننا وابتكرنا طرقاً – مع الأسف طرق صعبة بعض الشيء!! – للوصول لها!! أتصدق ذلك؟ نعم صدق! هناك الملايين من البشر ممن يعيشون البؤس والحُزن كُل يوم، بل وطوال اليوم! لمَ ذلك؟ لأنهم ربطوا البهجة بالمستقبل!! من أفضل الهبات التي منحها الله سبحانه تعالى لنا عدم معرفة المستقبل والإثارة الناتجة عن توقع ما قد تأتي به الأيام.!! تخيل – يا صديقي – كيف تكون الحياة مملة إذا كنا نعرف مقدماً ما سوف يحملهُ لنا المستقبل.! أين متعة المعرفة والاكتشاف؟! ربما يحدث في اللحظات القادمة شيء يغير تماماً من اتجاه حياتك ونوعيتها في ثوان معدودة. ومن ثم يجب أن نتعلم أن نحب التغيير لأنه هو الشيء الوحيد المؤكد والثابت في الحياة. كذلك من المهم جداً أن نعيش اللحظة التي فيها تُصنع البهجة والسعادة والحبور.. كيف؟؟ خذ مني هذه الوصفة البسيطة، وطبقها ولو يوماً واحداً… استمتع بحياتك بأن تجرب كل شيء مُباح، اعتن بنفسك، وبأصدقائك، ورفه عن نفسك، كن مُبدعاً، كن حالماً، اخرج واستمتع بالحاضر، عش اللحظة. انتهز فرصة التعلم من أخطائك وابحث عن أسباب مشكلاتك واقض عليها. لا تحاول أن تكون مثالياً ولكن حاول أن تكون فقط أفضل مثال للإنسانية. عش حياة الطفل يا صديقي.!! ماذا يمكن أن يُغير حياتك؟ أشياء كثيرة في الواقع مثل: لحظة من التفكير العميق، وبعض القرارات التي قد نتخذها عند قراءتك لهذه المقالة التي ربما تُغير كل شيء بإذن الله تعالى. يمكن أن يحدث التغيير أيضاً عن طريق حديثٍ مع أحد الأصدقاء أو الاستماع إلى إحدى المواد التثقيفية المفيدة أو مشاهدة مادة تثقيفية نافعة أو حضور ندوة أو دورة تدريبية، أو حتى مواجهة مشكلة ضخمة عسيرة تساعد على نمو شخصيتك ونضجها وتثري حياتك بخبرة جديدة، هذه هي حقاً الصحوة التي تحتاجها، هنا يكمن الوعي. ولذا عليك أن تعيش دائماً بتوقعات إيجابية من الحياة وعليك أن تعلم أن كل موقف في حياتك سوف يحقق لك منفعة بصورة أو بأخرى. اعلم أن طريق النضج «الوعي» والتعلم ليس له نهاية ويجب أن يكون هذا مرشداً لك في حياتك، واعلم أن هذا المنهج سوف يؤدي إلى الحب الدائم إن شاء الله تعالى. لا تنس أن تتوقع المعجزات لأنك أنت في حد ذاتك واحدة منها. احمل مشعلاً منيراً.. وافعل كل ما هو طيب. اجعل الآخرين يشاركونك في النعم التي وهبها الله لك في أفراحك، بل وفي مشاعرك كلها. ادع الله سبحانه وتعالى دائماً والجأ إليه في كل شيء من أمور حياتك. لأنه سبحانه هو المُعين والمُستعان عليه جلّ في علاه.