[b][size=5] اول أمر يلزمك التغلب عليه هو اعتقادك بان هناك من سيدخل حياتك ويحدث لك كل التغييرات اللازمة التي تحتاج تغييرها (كظنك الان من العنوان باني ذلك الشخص). نعم فالبداية للتغيير من داخلك أنت, انظر الى التجارب التعيسة في حياتك فسوف تجد أنها عدد المرات التي فشلت ان تكوَن فيها ذاتك ,اعلم ان انجح واقصر الطرق للوصول للتعاسة هو كتمانك إحساسك بالأم في داخلك! فعندما تكبح مشاعرك تزيد فقط من فرص تعرضك للألم. تعلم من الحياة ولكن لا تنخدع بمقولة (الحياة مدرسة فتركن إليها على انك ستتعلم من الحياة على أنها مدرسة بالمعنى والمفهوم الذي نعرفه انأ وأنت والجميع عن (المدرسة) فهذه مقولة خاطئة خادعة خدعت الكثير من قبلك! فالمدرسة تعلمنا الدروس ثم نواجه الامتحانات , بينما الحياة نواجه فيها الامتحانات ثم نتعلم الدروس! الست معي؟) . إذن كيف تتعلم من الحياة؟ تعلم منها في امتحاناتها للأخر فهنا تقلب المعادلة لصالحك وتصبح مقولة الحياة مدرسة صحيحة لك! وتعلمت فعلا دروسا منها ومستعد لمواجهة امتحاناتها!! وتأكد بان هناك حاذقون ينتظرون ان تكون المعادلة معكوسة لهم ليتعلموا من خلالك! (( فكن حذقا , كن حذقا) وهذا ليس صعبا وفي الوقت ذاته ليس سهلا فلا يمكن لك ان تعيش فقط للتعلم من أخطاء الآخرين فهناك الأحذق منك ولاريب, ولكن لا تبتئس فهذا ايضا في صالحاك في أحيان عدة, لأنه (أحيانا) بعض أخطاء الآخرين التي تتعلم منها (لا تنضج) الا عندما ترتكب أخطاءك أنت! وهنا مازالت المعادلة في صالحك ايضا. المهم ان لا تدع فرصة للخطأ ان يحطمك فالخطأ الذي ترتكبه قد يكون بدايتك الجديدة التي تبحث عنها , وأما في جانب علاقتك بمن حولك فإذا كنت تتوقع من الآخرين اصلاح ما أفسدوه فان خيبة الأمل ستلازمك, ولا تضيع حياتك في الجدال فلا جدوى من الجدال, نعم فقد شكل الجميع أفكارهم فما هدفك من الصراخ للتعبير عن أرائك؟ واعلم ايضا ان الطريق الى الجنون هو ان تحاول إسعاد الجميع طوال الوقت! ولا تستنفذ كما كبيرا من طاقتك وتبلي جهدا منهكا في إنقاذك للآخرين دائما, فأحيانا عملك هذا يؤجل الدرس الذي يحتاجونه كي ينضجوا. فأقصى مراحل نضجك وقيمتك هي عندما تؤمن بأن لديك شيئا تمنحه لنفسك (اولا) ثم تمنحه للآخرين(ففاقد الشيء لا يعطيه) , وتيقن أخي ان الحياة ليست جريا او هربا وإنما هي ان نتوقف , وان نتأمل , وان نتذوق , وان نستطعم وان نفتح أيدينا وان نضمها وان نعانق أنفسنا وإنسانيتنا وحقيقتنا ؛ وتأكد بأنك اذا كنت تعيش في الماضي فأنت لست على قيد الحياة الان! فان القراءة في دفتر الماضي هي ضياع للحاضر وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة ! ذكر الله الأمم وما فعلت ولكنه قال جل من قائل (تلك أمم قد خلت) أي انتهى الامر وقضي فلا طائل من تشريح جثة الزمان, فخذ من الماضي ولكن خذ منه فقط ما يدفعك وينفعك ويرفعك ودع منه ما يثبطك ويقعدك,فالذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين المطحون أصلا, احذر ان يكون بلاءك في الانشغال بماضيك لأنه يعجزك عن حاضرك, فتهمل قصورك الجميلة وتندب الأطلال البالية, فلا تنظر للوراء ولا تلتفت للخلف لان الريح يتجه للأمام , والماء ينحدر للأمام , والقافلة تسيرا الى الأمام! فانطلق الى الأمام من هذه اللحظة ولا تعقب. غرزة: لا تلتفت للماضي كثيرا فإما ان ينكسر عنقك , وإما ان تصطدم بجدار المستقبل. محمد غالب الهجري –جازان مدرب معتمد في الذكاءات المتعددة من اكادمية ديبينو للتدريب التفكيري بفرنسا [email protected] 1