قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إنه «من الواضح أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية»، وأشار إلى أن بلاده «تأمل» في رحيل الأسد عن السلطة. وقال تيلرسون، في كلمة له من توسكانا الإيطالية التي احتضنت اجتماعات الدول السبع الصناعية الكبرى، إن الهجوم الصاروخي على قاعدة مطار الشعيرات في حمص هو رد مباشر على همجية نظام الأسد، مشدداً على أن بلاده ستبحث عن خيارات استراتيجية لوقف تصاعد العنف في سوريا. وأضاف تيلرسون أنه ينبغي على روسيا أن تتخلى عن دعم بشار الأسد بعد استخدامه المتكرر لأسلحة كيماوية وأن تنضم للولايات المتحدة لصياغة مستقبل سلمي لسوريا. والرئيس الروسى فلاديمير بوتين هو أهم داعم دولي للأسد منذ عام 2015 في إطار حرب أهلية شرسة مندلعة في سوريا منذ ستة أعوام. وردت واشنطن على هجوم كيماوي في الأسبوع الماضي أودى بحياة العشرات بينهم كثير من الأطفال بقصف قاعدة جوية تابعة للأسد. وقال تيلرسون للصحفيين في لوكا بإيطاليا «تتحالف روسيا مع نظام الأسد والإيرانيين وحزب الله. هل هذا تحالف طويل الأمد يخدم مصالح روسيا؟» ووصف استخدام غاز الأعصاب بالعمل «الوحشي». وأضاف «نأمل أن تخلص الحكومة الروسية إلى أنها ربطت نفسها بتحالف مع شريك غير جدير بالثقة متمثلاً في بشار الأسد». وأضاف «من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية». وسيواجه تيلرسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون النفطية، أكبر تحد له حتى الآن كوزير خارجية أمريكي عندما يصل إلى موسكو. وقال تيلرسون إن روسيا فشلت في لعب دور الضامن لاتفاق عام 2013 لإخلاء سوريا من الأسلحة الكيماوية التي تظل تهديداً في ظل «الأوضاع الفوضوية على الأرض في سوريا.» وأضاف «لا نريد أن يسقط مخزون النظام من الأسلحة الكيماوية في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من الجماعات الإرهابية التي قد تهاجم وتريد مهاجمة الولاياتالمتحدة أو حلفائنا.» وقال «كما لا يمكننا قبول تطبيع استخدام أطراف أو دول أخرى أسلحة كيماوية في سوريا أو أي مكان آخر». وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن المعطيات المتوفرة لدى بلاده تظهر أن نظام الأسد لا يزال قادراً على استخدام الأسلحة الكيمياوية مشدداً على ضرورة الحيلولة دون إعادة استخدامها، حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول. جاء ذلك في تصريحات للصحفيين الأتراك، أمس، في إيطاليا التي يحضر فيها اجتماعاً موسعاً حول سوريا، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية السبعة. ويشارك في الاجتماع الموسع حول سوريا وزراء وممثلون عن إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، والولاياتالمتحدةالأمريكية، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والاتحاد الأوروبي. وأشار جاويش أوغلو، إلى أن المنظمات الدولية عملت على تطهير سوريا من الأسلحة الكيميائية بعد الهجوم الذي استهدف الغوطة الشرقية عام 2013. واستدرك قائلاً «إلا أن استمرار وجود هذه الأسلحة بيد النظام، يعني إما أنه لم يسلمها بشكل كامل للمنظمات الدولية، أو أنه تمكن من الحصول عليها من الدول أو المجموعات الداعمة له». وشدد الوزير التركي، على أن «جميع المخاطر الموجودة حالياً ستستمر وربما ستزداد، ما دام نظام الأسد باقيً في الحكم». وأضاف إنه من غير الممكن استمرار نظام الأسد في سوريا، وبالتالي لابد من تأسيس حكومة انتقالية في أسرع وقت ممكن. واعتبر أنه لضمان مستقبل سوريا «لابد من الدخول في عملية سياسية، وتطبيق وقف إطلاق نار كامل في جميع أنحاء سوريا، والاستمرار في الوقت نفسه في محاربة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش». ولفت جاويش أوغلو، إلى أنه شرح في الاجتماع وجهة نظر تركيا القائلة إنه «لابد من أن يتوقف نظام الأسد عن قتل المدنيين واستهداف المعارضة بالأسلحة التقليدية أيضاً»، وأكد ضرورة إقناع روسيا بفكرة «سوريا بدون الأسد».