نطالب بالترفيه وبسياحة جاذبة لاستثمار أموالنا في بلادنا بدلا من هدرها في الخارج. نطالب بحقنا في «الفرح» لكل الفئات والطبقات. نطالب بمعارض ثقافية وملتقيات أدبية ولكن حين تجتهد المؤسسات المعنية وتقدم للمواطن والمقيم بعضا من الترفيه البريء والنشاط الثقافي فإنه ومن المؤسف أن يُقابل بحرب شعواء من أشخاص يرفضون الاستمتاع بأبسط مباهج الحياة لاسيما حين تكون مرخصة من جهات عليا وهي المسؤولة عن السماح بقيامها. لا أعرف كيف يبرر شخص ما فرض رأيه ومزاجه ورغباته على الآخرين بل وحرمانهم مما يريدون بل ويتعدى ذلك إلى الإيقاف باليد من منطلق «فليغيره بيده» وكأنه لايوجد نظام ولا قانون. هذه تصرفات لو لم تقابل بالعقاب فنحن نفتح الباب على مصراعيه لسياسة «كل من إيده إله». ما لا يعجبك غيره بيدك وألصقه ظلما بالاحتساب وهو منه براء. والأسوأ من هذا أنك ستجد من يصفق لك على مواقع التواصل الاجتماعي بل وقد يصل به الأمر إلى أن يكافئك ماديا بمبالغ مالية ضخمة أو هدايا عينية تشجيعا على عمل هو بالدرجة الأولى تجاوز للنظام والقائمين عليه وهم بذلك شركاء في الفعل العبثي المشين. لا للتجاوزات كلها حتى التعدي على هوية الوطن بتصرفات طائشة ندرجها تحت تصنيف الفرح، لكن لماذا نرى كثيرا يصطافون في الخارج في دول إسلامية وغيرها ولا يقطعون سلكا أو يهبّون لاعتلاء مسرح وتحطيم محتوياته؟ أو تكسير أدوات فرقة غنائية مستضافة؟ ببساطة لأنهم يخشون العقاب والنظام هناك وأنهم قد يحرمون من دخول ذلك البلد لو تجاوزوا النظام. على من يرى في أي تصرف عام أنه خطأ الرفع والتظلم للجهات المعنية وهي تقوم باللازم. ومن الخطأ أن أقوم بدور القاضي والمنفذ للحكم وأمارس تطبيق العقوبات كما يحلو لي على كل ما لايروق لي على أنشطة لم تنل إعجابي أو أسعى من وراء تصرفي لاستقطاب آراء مؤيدة ومن ثم القيام بتجاوزات أكبر. دول لديها مهرجانات ترفيهية هادفة ومسيرات فرح لتعزيز مناسبة وطنية أو لخدمة هدف نبيل، وأيضا دور سينما تعرض الأفلام بأنواعها وبرسائلها المختلفة وكل يختار مايناسبه فمنها للأطفال والعائلة و للأكبر سنا، منها وثائقي واجتماعي وبوليسي وغيره، وهناك أفلام تعرض على شاشات كبيرة تطالعها من داخل سيارتك وبين أفراد أسرتك وتطلب ماتشاء من مأكولات دون أن تغادر مكانك، ولديهم مسارح تقام فيها مهرجانات ثقافية وغنائية وقد ترى هؤلاء المعترضين يشدون الرحال لتلك البلدان فيسهمون في زيادة المداخيل السياحية لتلك الدول، لكن المتابع للإعلام المجتمعي يفزع من آرائهم وهم نفس الأشخاص حين يكون الحدث داخليا وهي آراء حادة لدرجة التطرف وبتغريدة يحرمون ما أحل الله بتغريدة تندد بالرأي الآخر وقد تكفره وصاحبه. المصيبة حين يكون هؤلاء هم الشباب الذين تعقد عليهم الآمال في تنمية الوطن. كما ذكرت في مقالي السابق ومازلت أقول بأن هيئة الثقافة عليها مهام تغيير كثير من المفاهيم الثقافية الخاطئة، والثقافة معناها أشمل وأكبر، وهي كما ذكرت منظومة متكاملة من العادات والتقاليد والمعتقدات والأفكار والتوجهات والقيم.