رحم الله الدكتور المربي محمد الرشيد الذي كان رهانه على المعلم في تميز العمل التربوي فأطلق عبارته الشهيرة (أعطني معلما متميزا ولو تحت ظل شجرة) استعدت هذه المقولة بعدما أسعدني المعلم علي أحمد العمري من ثانوية عبد الله بن أبي السرح بجدة بتواصله عبر رسالة ضمنها فكرة مشروع وطني أسماه (ميثاق وطن) ونفذه بمدرسته بدعم من قائدها أحمد عيسى الزهراني وعدد من المعلمين. وتقوم فكرة المشروع على تسمية جميع الفصول الدراسية بأسماء إمارات مناطق المملكة وتحويل جدران كل فصل إلى معرض صوري يشتمل على أهم المعلومات والصور الخاصة بالمنطقة؛ ليحكي تفاصيلها كاملة، كما خصص أحد الفصول ليحكي قصة وزارة التعليم منذ عام 1373ه وحتى وقتنا الحاضر متضمنا الوزراء الذين مروا عليها والمدارس الأولى في المملكة وحتى تطور المناهج كان حاضرا. فيما خصص فصل تحت مسمى (الجناح الملكي) ليستعرض سير قادة البلاد ومنجزاتهم منذ التأسيس وحتى عصرنا الحاضر. ويذكر العمري أن المشروع يسعى لتحقيق أهداف عديدة أهمها تعميق الوحدة الوطنية وإذابة المناطقية بين الطلاب والتعرف على إرثنا الحضاري برجاله ووحدته ومنجزاته وتعايش الطلاب معه بشكل يومي حتى يترسخ في وجدانهم ويتعمق الانتماء. والمشروع – بحسب مبدعه العمري – لاينفصل عن مادة المهارات التطبيقية في النظام الفصلي؛ فالطلاب هم من نفذوا العمل وتعرفوا على هذا الإرث العظيم من خلال جمع معلوماته ومراجعتها. وبعد: مدارسنا بخير ومعلمونا لديهم كثير؛ علينا فقط أن نمنحهم الثقة والتقدير والمساحة المناسبة للإبداع والتكريم.. ومنا مع التحية لمعالي وزير التعليم دعم مثل هذا المشروع وتكريم القائمين.. هنيئا تعليم جدة بمثل هذا المعلم المتميز. نبضة عقل: المتميزون المبدعون ثروة، ووحدهم القادة من يستثمرها لصالح العمل!