قال متحدث باسم قوات الأمن إن قوات الحكومة العراقية أوقفت هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم داعش أمس، بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين، بحسب وكالة رويترز للأنباء. وتحدث سكان فروا من المنطقة المحاصرة عن ضربات جوية عراقية ومن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أدت إلى تدمير مبان وقتلت عديداً من المدنيين. وقال سكان فارون إن المتشددين استخدموا أيضاً المدنيين دروعاً بشرية وفتحوا النار عليهم لدى محاولتهم للهروب من الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم. وتمكنت العملية المدعومة من الولاياتالمتحدة لطرد داعش من الموصل، والتي دخلت الآن شهرها السادس، من استعادة معظم أجزاء المدينة. وتسيطر القوات العراقية على الجزء الشرقي من المدينة بالكامل ونحو نصف الجانب الغربي. لكن التقدم تعثر في الأسبوعين الأخيرين مع وصول القتال إلى الحي القديم الذي تنتشر به الأزقة الضيقة والذي يضم مسجد النوري، حيث أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دولة «خلافة» تمتد على مناطق شاسعة في العراق وسوريا في 2014. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية أمس «العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا، حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية. وفي سياق متصل أعلنت السلطات العراقية أمس فرار أكثر من 200 ألف شخص من الجانب الغربي لمدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادته من قبضة التنظيم، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. وكشفت دائرة المعلومات والبحوث في وزارة الهجرة والمهجرين في بيان عن «ارتفاع أعداد النازحين من مناطق الساحل الأيمن (الغربي) لمدينة الموصل إلى 201275 شخصاً منذ انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن للمدينة في 19 فبراير». وأشارت الوزارة إلى أنه تم إيواء 86235 شخصاً في مخيمات الجدعة والحاج علي ومدرج المطار في ناحية القيارة جنوب الموصل، و39314 شخصاً في مخيمات الخازر وحسن شام وجه مكور و3255 في مخيم «النركزلية» التابع لمحافظة دهوك، فيما تم إيواء 72471 في داخل المناطق المحررة بالساحل الأيسر (الشرقي) لمحافظة نينوى وكوكجلي. ووفقاً للأمم المتحدة فإن عدد النازحين قد يرتفع خلال تقدم القوات العراقية التي استعادت نحو نصف أحياء الجانب الغربي وتحاول كسر دفاعات التنظيم في المدينة القديمة. ويبقى عدد النازحين صغيراً نسبياً نظراً لأنه كان يقدر أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون داخل الأحياء الغربية لدى انطلاق العملية. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014.