كشف رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، عن اعتزام بلاده سحب قواتها للدفاع الذاتي من بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان «عند عودة الفرقة الحالية من هناك» في نهاية مايو المقبل تقريباً. وبذلك؛ تنتهي حلقةٌ من حلقات الجدل المحيط بمسعى آبي لتوسيع دور الجيش في الخارج. وتتمركز الفرقة اليابانية في جوبا، وكانت مهمتها الرئيسة خلال السنوات ال 5 الماضية هي تشييد البنية التحتية في بلدٍ تمزقه الحرب. وانزلق جنوب السودان، الغني بالنفط، إلى حرب أهلية عام 2013 حينما عزل رئيسه المنتمي إلى عرقية الدنكا، سلفا كير، نائبه المنتمي إلى عرقية النوير، ريك مشار. ومنذ ذلك الحين؛ تسبب القتال في مزيد من الانقسامات العرقية في أحدث دولة في العالم، مما دفع الأممالمتحدة إلى التحذير من وقوع إبادة جماعية. وأبلغ رئيس الوزراء الياباني الصحفيين في مقر إقامته في طوكيو أمس «مع دخول بناء الدولة في جنوب السودان مرحلة جديدة يمكننا أن نضع نهاية لأنشطة قوات الدفاع الذاتي»، متعهداً بأن تواصل بلاده تقديم مساعدات التنمية. وسيقلل انسحاب هذه القوات الضغط السياسي على آبي الذي تعهد بالاستقالة إذا ما قُتِلَ أي جندي، مع تراجع شعبيته بعد أن تكشفت صلة لزوجته بمدرسة متهمة بالتورط في صفقة أراضي غامضة. كذلك؛ سيساعد انتهاء المهمة وزيرة الدفاع، تومومي إينادا، التي رفضت دعوات المعارضة للاستقالة على خلفية اعتراضها على وصف الصراع ب «القتال». وكان من شأن هذا الوصف أن يدفع حكومة آبي لإجلاء القوات لأن توقف القتال شرطٌ لمشاركة قوات الدفاع الذاتي في مهام الأممالمتحدة لحفظ السلام. وفي خطوة أثارت جدلاً في اليابان؛ سُمِحَ للفرقة في نوفمبر الماضي بتنفيذ مهام إنقاذ ومرافقة موظفي الأممالمتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية. وجاء هذا تماشياً مع قانون أمني تم سنُّه عام 2015 وسّع المهام الخارجية لقوات الدفاع الذاتي في تغييرٍ يقول منتقدون إنه أضعف دستور اليابان الذي ينبذ الحرب.