كتبت في بداية الموسم عبر هذه الزاوية مقالاً بعنوان «لعنة البطل» حذرت فيه الأهلاويين من فقدان اللقب واستعرضت فيه «اللعنة» التي أصابت كل الأبطال السابقين إما بعد اللقب مباشرة أو بعد الموسم الثاني على أبعد تقدير. بعيدا عن هذا الأمر فالأهلي سقط لأسباب علمية وعملية ويمكن لمن يقرأ المشهد الأهلاوي أن يراها بوضوح. الأهلي مر بظروف -قبل وبعد انطلاق الموسم – ساهمت في ابتعاده عن لقبه فمن استقالة الإدارة السابقة وتغيير إدارة الكرة والمدرب وانتقال وإصابة لاعبين في ظل عدم وجود دكة بدلاء غنية مستوى وخبرة، بالإضافة إلى هبوط مستوى بعض اللاعبين غير المبرر كلها عوامل ساهمت في تضاؤل فرصه في تحقيق الدوري لكن على الرغم من هذا فهو لايزال منافساً على وصافة الدوري ومرشحاً قويا في كأس الملك وعبور دور المجموعات في دوري أبطال آسيا. لكن على الأهلاويين إذا إرادوا تدارك موسمهم أن يتعاملوا مع الأمر بكثير من الحكمة وقليل من الهدوء. أقدر غضب الجمهور الأهلاوي العاشق لكن عليهم أن يدركوا أن الغضب في كثير من المواقف يهدم ولا يبني ويفرق ولا يجمع لذلك فالهدوء ومعالجة الأمر بحكمة هو ما سيجعل الفريق يحافظ على ما تبقى من موسمه. ربما يكون هناك جوانب قصور لدى الإدارة ولكنني كبقية المتابعين المحايدين للمشهد و99% من الجمهور الأهلاوي لا نملك دليلاً على أن هناك قصورا إداريا واضحا سواء من خلال أحداث أو وثائق وكل ما يقدم في هذا الباب ليس إلا استنتاجات قد لا تكون صحيحة بالضرورة لكن في المقابل هناك خلل واضح فنيا وتكتيكيا أجمع عليه كل المحللين الفنيين ولم أقرأ أو أسمع رأياً فنياً مخالفاً. فعلى مستوى الخط الخلفي والمحور لايمكن لأي متابع أن ينكر وجود عناصر تتراوح مشكلاتها بين الضعف ونقص الخبرة التي لا يمكن للإدارة التي جاءت بعد انطلاق الموسم حلها، فخروج أسامة وضع معتزاً وآل فتيل قليلي الخبرة في مأزق زاده تناوب الإصابات عليهما واضطرار المدرب لإشراك الربيعي وأمان وكذلك الضعف الدفاعي للمحور الأجنبي لويز كارلوس الذي لم ينجح سعد الأمير في ملئه هو الآخر ومشكلة الظهير الأيمن المزمنة. العامل الثاني الذي ضاعف مشكلات الفريق هو كثرة الإصابات فتناوب على الظهير الأيسر منصور وشيفو مع فارق الإمكانات وإن كان حتى شيفو ليس هو شيفو ما قبل الركبة وفي الحراسة يغيب المسيليم المتذبذب ليحل مكانه الشاب أحمد الرحيلي قليل الخبرة وفي الجناح غاب إسلام ولحقه عواجي ولم يبق إلا بصاص الذي لا يؤدي جيداً وهو الآخر ضيف دائم للعيادة على الجانب التكتيكي تخبيصات السيد جروس واضحة للجميع إلا هو، فدفاعه يضرب بالكرات الساقطة والكرات البينية في العمق نتيجة الوقوف على خط واحد بخلاف تغييراته غير المقنعة، التي إن لم تضر الفريق فهي كالعدم. مع هذه الملحوظات وغيرها ليس من العدل أن يهاجم الجمهور الإدارة التي لا أحد يستطيع أن يرى أو يثبت أخطاءها ويتجاهل كل المشكلات الفنية والتكتيكية. في الإخفاق الجميع يتحمل، وفي الفوز فاللاعبون والمدرب يتحملون على الأقل 75% من إخفاق أي فريق في العالم لذلك أعود وأقول تحلوا بالهدوء ولا تقدموا الأعذار للاعبين الذين سيخفقون مراراً وتكراراً مادام «الجلد» في ظهر المرزوقي والطويل وابحثوا عن إنقاذ موسمكم بحكمة، وثقوا أن رمز الأهلي الخالد -وهو من تعرفون في عشق الأهلي وفي البذل بمئات الملايين التي يدفعها من أجله – قريب ومطلع ولو كان هناك قصور إداري يستحق لأشار عليها بالرحيل.