حل الخبير الاستراتيجي، ورئيس المؤتمر العربي للاستشراف الاستراتيجي، والأمين العام للاتحاد العربي للإدارة الدكتور ماهر خضر، ضيفاً على إثنينية رجل الأعمال حمود الذييب، وقدم محاضرة بعنوان «احتلال المستقبل»، بحضور صاحب الثلوثية الثقافية الأمير أحمد بن بندر السديري، ورئيس جمعية الإدارة، ورئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية السابق، ورئيس الاتحاد العربي للإدارة الدكتور ناصر آل تويم. ودارت المحاضرة حول ضرورة أن تنتهج الدول العربية مبدأ استشراف المستقبل والتخطيط له جيداً بوقت كافٍ، وساق الدكتور خضر خلالها عديداً من الأمثلة عن الشركات والكيانات الكبرى في العالم، مبيناً أنها كانت المحرك الأساسي للاقتصاد في دولها، إلا أنها انهارت فجأة، ودون سابق إنذار، مرجعاً ذلك إلى أنها لم يكن لديها تخطيط سليم للمستقبل، بينما انشغلت بتحقيق المكاسب في الوقت الحاضر وجني الأرباح. وأضاف»الأمر لا يقتصر على الشركات والقطاعات الاقتصادية في الدول، ولكن أيضاً على الدول نفسها»؛ إذ يرى الدكتور خضر أنه ما من دولة تعاني مشكلات اجتماعية واقتصادية إلا ويرجع سبب ذلك لعدم قدرتها على التخطيط السليم للمستقبل، ودراسة ما يمكن أن يحدث فيه لتكون على استعداد لمواجهته والتأقلم معه. ويشبّه الدكتور خضر هذه السياسة بالحرب التي لا تستخدم الجيوش، ولكنها حرب العقول والأفكار؛ إذ يتحقق احتلال المستقبل، والحفاظ على مكانة قوية فيه بتنمية العقول وتحسين الكفاءات العلمية والفكرية. وتابع «إنها الحرب الجديدة التي تنشغل بها الدول الكبرى في العالم الآن من أجل الحفاظ على كياناتها في المستقبل من الانهيار والاضمحلال». وأوضح أن هذا المنحى الفكري ليس جديداً على البشرية، وليس جديداً علينا بالأخص؛ إذ يحثنا ديننا الحنيف في كثير من المواضع على البحث والتدبر في الكون، وعلى أن يسير الإنسان في الأرض مستكشفاً عالمه الجديد، وأن يحاول التأقلم والتكيف معه. وزاد الدكتور خضر بقوله «ليس أدل على دعوة الإسلام لهذا النوع من التفكير المثمر دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام – للبناء والإعمار في الأرض بقوله «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها»». من جهته، قدَّم حمود الذييب شكره الجزيل للدكتور ماهر خضر على تشريفه هذه الأمسية، وعلى المحاضرة الشيقة والمحفزة، وأهدى له درعاً تذكارية تقديراً له على مجهوداته في مجال الاستشراف الاستراتيجي.