استبق المبعوث «الأممي» إلى سوريا استئناف مفاوضات جنيف أمس بلقاءين مع وفدي المعارضة ونظام بشار الأسد تلتهما جلسة مباشرة. وبعد اللقاءين المنفصلين؛ أعلن المبعوث ستافان دي ميستورا رسمياً انطلاق الجولة التفاوضية الجديدة الهادفة إلى إيجاد حلٍ للنزاع الدامي. ولاحقاً؛ أفادت قناة «العربية الحدث» التليفزيونية بعقد جلسة مفاوضات مباشرة افتتحها دي ميستورا. وبحسب وكالة الأنباء «فرانس برس»؛ تنعقد هذه الجولة، وهي الرابعة في المدينة السويسرية، وسط تشكيك في احتمال تحقيقها أي تقدم مهم نتيجة عمق الهوة بين طرفيها. في غضون ذلك؛ قصف الطيران الحربي للأسد مناطق للمعارضة في محافظتي درعا (جنوب) وحماة (وسط). وأفادت «فرانس برس»، عبر موقعها الإلكتروني، بالتقاء دي ميستورا وفد النظام برئاسة بشار الجعفري في العاشرة صباح الخميس بتوقيت جنيف. وخرج الجعفري من الاجتماع دون الإدلاء بتصريحات. والتقى المبعوث، بعدها، ممثلين اثنين عن وفد المعارضة الأساسي؛ الذي يضم المعارضة السياسية وعلى رأسها الهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المقاتلة. وأيضاً؛ خرج رئيس وفد المعارضة التفاوضي، نصر الحريري، وممثل الهيئة العليا للمفاوضات، يحيى قضماني، دون الإدلاء بأي تصريح. ظهراً؛ التقى دي ميستورا ممثلين عن «منصة القاهرة» التي تضم عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية في حكومة النظام، جهاد المقدسي. وصرّح عضو المنصة، جمال سليمان، إثر اللقاء: «كان الاجتماع جيداً جداً وتناول فقط الترتيبات التي على أساسها ستتم هذه الجولة». وسيشارك في الجولة نفسها وفد من «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا. وكان دي ميستورا أفاد الأربعاء بأنه لا يتوقع اختراقاً في هذه الجولة «بل بداية سلسلة جولات تفاوض»، متطلعاً إلى تحقيق «زخم» باتجاه التوصل إلى اتفاق. وخلال الجولات الثلاث السابقة من محادثات جنيف في فبراير ومارس وأبريل 2016؛ لم ينجح وسيط الأممالمتحدة في جمع مندوبي المعارضة والنظام حول طاولة واحدة. لكن المتحدث باسم وفد المعارضة الأساسي، سالم المسلط، أكد الأربعاء أن الوفد يطالب بمفاوضات مباشرة مع النظام على أن تبدأ بمناقشة هيئة حكمٍ انتقالي. ومنذ بدء مسار التفاوض؛ تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للأسد، في حين يرى النظام، المدعوم من روسيا وإيران، أن مستقبل رئيسه ليس موضع نقاش. وسبق لدي ميستورا أن أعلن أن «جنيف 4» ستركز على عملية الانتقال السياسي، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات. وبعد لقاءاته السياسية صبيحة وظهيرة الخميس؛ اجتمع دي ميستورا مع أهالي عائلات مفقودين أو معتقلين في سجون النظام. وقدم الأهالي مطالبهم بالإفراج عن أبنائهم. ثم عقد المبعوث جلسة مباشرة جمعت ممثلي المعارضة والنظام وجهاً لوجه. ميدانياً؛ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ طائرات الأسد الحربية أمس ضرباتٍ على مناطق للمعارضة في محافظتي درعا وحماة، مشيراً إلى إطلاق مقاتلين من المعارضة صواريخ على مواقع للنظام. لكن مستوى القتال بشكل عام أقل، بحسب المرصد، من الأيام السابقة في هذه المناطق، علماً أن هدنة هشة تسري منذ 30 ديسمبر. في سياقٍ آخر؛ نقلت وكالة الأنباء «رويترز» أمس عن وسائل إعلام حكومية تركية ومسؤولين في المعارضة السورية المقاتلة أن قوات معارضة مدعومة من أنقرة انتزعت السيطرة على وسط مدينة الباب (في حلب شمالاً) من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي. وعبر موقعها الإلكتروني؛ نقلت «رويترز» عن وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم بلاده، في إطار عملية «درع الفرات»، سيطروا على الباب بالكامل تقريباً ويعملون الآن على رصد وإزالة الألغام.