أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض الدكتور برهان غليون، أن إيران باتت في الأيام الأخيرة تُمارس ضغوطاً وابتزازا على السوريين بقطع المحروقات والمساعدات المختلفة للتذكير بوجودها وأهمية موقعها في سورية، كما أنها تجبر نظام الأسد ليوقع معها اتفاقات إذعان وتنازل عن السيادة وامتلاك الشركات العامة والأراضي والمشاريع حتى تقيم قواعد مدنية لنفوذها، في حال اضطرت إلى إخراج ميليشياتها العسكرية، وربما إعادة توظيف رجال الميليشيات نفسها في الشركات الوهمية الجديدة التي تمتلكها وتجنيسهم للعمل لحسابها في المستقبل. وقال غليون في تصريحات ل «الشرق» إن طهران ودمشق تناوران وتسعيان لكسب الوقت قبل معرفة ما سوف تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأشار غليون وهو مفكر سوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية إلى أن هناك رغبة روسية جادة في البحث عن حل للمحنة السورية لتكرس مكانتها كدولة كبرى مؤثرة وصانعة للسلام بعد أن بسطت سلطتها على جزء مهم من الأرض والقضية السورية. واستدرك غليون بالقول «لكن موسكو مقيدة بحليفتها إيران التي ترفض أي حل لا يضمن أولوية مصالحها في سورية»، وفِي مواجهة البلاد العربية ودول الخليج التي تريد ابتزازها وإخضاعها أيضا إلى جانب العراق وسورية ولبنان، ومن جهة ثانية عدم الثقة بالولايات المتحدة والثمن الذي ستأخذه لقاء تعاونها معها. موضحاً أن موسكو تنتظر صفقة مع واشنطن لم تتبلور ملامحها بعد، ولن تتبلور قبل أن تتشكل وتتبلور سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة. وحول محادثات آستانا ومؤتمر جنيف القادم قال غليون: إن تطور الظروف ومواقف عديد من الدول المعنية بالمسألة السورية من طرف المعارضة لم يعد يسمح بالتعامل مع المعارضة كشريك وطرف أصيل في الصراع والحوار، وربما يفضّل أكثرها التعامل مع معارضة ضعيفة، وهذا ما ساهم فيه أيضا تراجع المعارضة وتدهور وضعها وتضاؤل فعاليتها وحضورها العربي والدولي. وأضاف أنه لاشيء مهم في تلك اللقاءات والاجتماعات سوى جس نبض موسكووطهران ومعرفة في ما إذا كانت هناك تغيرات في مواقفهما بعد ما حصل من تحولات دولية ومجيء الإدارة الأمريكية الجديدة التي هي العامل الوحيد الذي ينتظر أن يكون له تأثير مهم على مسار الصراع في الشرق الأوسط، وأنه لم يحن الوقت بعد لتوقع أي حل.