هناك من يعتقد أن مشكلة تصريف مياه الأمطار والسيول لدينا، أعلى من «السعة العقلية» التي يتمتع بها مهندسو المدن ومخططوها، بل قد تكون بالنسبة لقدراتهم الذهنية والفكرية، معضلةً مستحيلة إن لم تكن رابع المستحيلات..! فيما الشواهد على تعدد «مواهب» مخططي مشاريع البنى التحتية ومنفذيها، لا تحتاج إلى كبير جهدٍ لاكتشافها؛ فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار، وحسبنا أن نرى منتجاتها «الإبداعية» في شوارعنا التي تحولت إلى أنهار، وبيوتنا التي أصبحت مسابحَ بعد موجة الأمطار الأخيرة، وكل ذلك بقصد إمتاع المواطنين وإسعادهم، حينما يشاهدون مدنهم الجافة الصحراوية، تسبح في المياه وكأنها مدينة «البندقية» الإيطالية..! وكعادة المواطنين «ذوي صعوبات التعلم» الذين يعانون من «أزمات فكرٍ» متتالية، لا يستوعبون الأفكار الابتكارية، ولا يتكيفون مع المستجدات «الفنتازية»، فلو كانوا «شطاراً» وأذكياء بما فيه الكفاية، لاقتنوا «سياراتٍ برمائية»، وقوارب مطاطية، ولجعلوا الأدوار الأرضية في منازلهم ذات تصميمٍ خاص يتناسب مع الألعاب المائية..! أما ما قد يحدث من الخسائر والتلفيات، وما قد يحصل من الكوارث والوفيات؛ فسببه التقلبات الجوية، والأمطار «غير المسبوقة»، والسيول «المنقولة»، وأطفال المدارس «المتهورون»، والمعلمات اللواتي لم يتعلمن السباحة، والأشباح التي قامت بالتعدي على بُطُون الأودية..! ختامًا، أيها المخططون الأفذاذ، والمسؤولون الكرام، لكي تنتهي مشكلاتنا المزمنة في مواسم الأمطار والسيول؛ حاكموا المطر، وحاسبوا المواطنين..! ..!