بحثت اللجنة الرباعية بشأن اليمن مستجدات أزمته، خلال اجتماعٍ أمس في ألمانيا بحضور مبعوث الأممالمتحدة ووزيرٍ عُماني. في غضون ذلك؛ أفادت مصادر بمقتل قياديّين عسكريّين في صفوف ميليشيات الحوثي- صالح إثر غارتين جويتين لتحالف دعم الشرعية. وشارك وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في اجتماع «الرباعية» التي تضم إلى جانب المملكة كلاً من الإمارات وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وانضم إلى الاجتماع، الذي عُقِدَ في مدينة بون، المبعوث «الأممي» إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزير الشؤون الخارجية في عُمان، يوسف بن علوي بن عبدالله. وخلال وجودهما في بون؛ ناقش الجبير ونظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأوضاع في اليمن وسوريا. كما بحث لقاؤهما الثنائي العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة. وأفاد تيلرسون بدعم بلاده الجهود التي تقودها الأممالمتحدة لحل الأزمة اليمنية، داعياً إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء اليمن دون أي قيود. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في بيانٍ له أن «الوزير أكد دعم الولاياتالمتحدة المستمر للعملية التي تقودها الأممالمتحدة .. وأشار إلى الحاجة الملحّة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء اليمن دون قيود». وأورد الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء «رويترز» بيان تونر بعد اجتماع «الرباعية». والانقلابيون في اليمن (ميليشيات الحوثي- صالح)، المدعومون من إيران، مُتَّهمون بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية. في سياقٍ آخر؛ أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن اطِّلاعه على تقارير إعلامية بشأن «مزاعم من قِبَل الحوثيين حول مقتل مدنيين في قصفٍ طال أحد المساكن مساء الأربعاء قرب صنعاء». وأوضح التحالف، الذي تقوده المملكة، في بيانٍ أمس «نود التنويه أن هناك مواجهات عسكرية قائمة منذ أيام بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الحوثية في تلك المنطقة، وسنتحقق من صحة تلك المزاعم وسنزود وسائل الإعلام بأي معلومات ترِدُنا». وفي بيانٍ آخر للتحالف أصدره ليل الأربعاء- الخميس؛ أفادت قيادته باعتراض قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي مساء أمس الأول صاروخاً أطلقته الميليشيات الحوثية من الأراضي اليمنية في اتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب المملكة). وأكد البيان اعتراض الصاروخ وتدميره دون أي أضرار، ولفت إلى مبادرة القوات الجوية للتحالف، في الحال، إلى استهداف موقع الإطلاق. إلى ذلك؛ لقِيَ قياديان عسكريان كبيران في صفوف ميليشيات الحوثي- صالح مصرعهما، بحسب ما ذكرت مصادر أمس. وأفاد مصدرٌ في المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء (إلى الجنوب من صنعاء) بأن قائد إحدى الحملات العسكرية للميليشيات، العميد زين الله محمد النهمي، لقِيَ مصرعه مع عددٍ من عناصره، بينهم قياديان (على مستوى أقل)، في مواجهاتٍ أمس الأول في جبهة ذي ناعم في المحافظة. وذكر المصدر، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن النهمي كان يشغل سابقاً أركان حرب أحد الألوية الموجودة في نهم (شرقي صنعاء)، لكنه قُتِلَ في البيضاء خلال مواجهاتٍ مع المقاومة؛ التي تشكّل مع الجيش الوطني قوام قوات الشرعية. ووفقاً للمصدر نفسه؛ أحبطت المقاومة هجماتٍ للميليشيات استهدفت مواقعها في مديرية ذي ناعم، بما في ذلك موقع كتف البعير. وكتبت «سبأ» أن «المواجهات العسكرية مع الميليشيات، في هذه الجبهة، استمرت منذ مساء الأربعاء وحتى فجر الخميس، وتمكنت فيها المقاومة من كسر الهجوم ودحر الانقلابيين ومهاجمة عددٍ من المواقع التي يتمركزون فيها». وبحسب إحصاءٍ للمركز الإعلامي الموالي للشرعية في البيضاء؛ أسفرت المواجهات عن مقتل 4 من المسلحين الانقلابيين وإصابة 6 آخرين فيما أصيب 5 من أفراد المقاومة. في الوقت نفسه؛ أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بمصرع قائد القوات الخاصة الانقلابية، العقيد حسين فرحان الدولة، إثر غارةٍ لطيران تحالف دعم الشرعية على موقعه في منطقة حدودية مع المملكة. واعتبر مصدرٌ، نقلت الوكالة تصريحاته لموقعٍ إلكتروني يمني، مقتلَ فرحان الدولة ضربةً قاضيةً للانقلابيين، الذين يحتلون صنعاء منذ أكثر من سنتين، لأنه كان من أخطر قيادييهم الميدانيين. وأوضح المصدر أن فرحان الدولة تحمّل مسؤولية القوات الخاصة للانقلاب بعد مصرع اللواء حسن الملصي إثر غارة للتحالف في منطقة حدودية أواخر سبتمبر الماضي. سياسياً؛ أكد مصدر حكومي يمني مسؤول، أمس، أنه لا خطة لإجراء تغيير وزاري في الحكومة الشرعية التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر. وذكر المصدر، في تصريحٍ ل «سبأ»، أن الأنباء التي جرى تداولها في هذا الشأن لا صحة لها وتفتقر تماماً إلى الموثوقية، داعياً وسائل الإعلام إلى «عدم الانجرار وراء التسريبات المغرضة». وبحسب تقديره؛ فإن هذه الأنباء تستهدف التأثير على سير أعمال الحكومة اليمنية الشرعية «في هذه المرحلة التاريخية الحرجة والصعبة على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية». وشدد المصدر: «الحكومة تعمل تحت قيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي يتابع أعمالها وما أنجزته وما لم تنجزه خلال الفترة الماضية في ظروف غاية في التعقيد والصعوبة وفي ظل مواجهة مباشرة وحقيقية مع العدو الذي يحاول اختطاف الدولة .. والاستئساد بقوى إقليمية معادية»، لافتاً إلى أهمية دور «التحالف» في «دعم جهود المواجهة وإعادة الإعمار في المناطق المحررة حتى تحقيق النصر على الانقلابيين». بدورها؛ رحّبت الرئاسة اليمنية بتجديد البيت الأبيض مؤخراً تأكيده مواصلة التعاون مع الحكومة الشرعية. وأبدى نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، تقديره لهذا الإعلان الأمريكي الداعم للشرعية والرافض للتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون بلاده. ونوه، لدى لقائه أمس في الرياض القائم بالأعمال الأمريكي لدى اليمن، بمواقف ثابتة للولايات المتحدة في رفض الانقلاب. ولفت الأحمر، بحسب ما أوردت «سبأ»، الانتباه إلى العراقيل التي يضعها الانقلابيون على طريق استئناف العملية السياسية، وتحدث عن تصعيدهم العسكري المتواصل، واستهدافهم الملاحة الدولية، وإطلاقهم المقذوفات عشوائياً صوب المدنيين في مدينة تعز وغيرها وفي اتجاه الحدود مع السعودية. وبحسب نائب الرئيس؛ فإن الأسلحة المهربة إلى الانقلابيين من إيران مستمرة في التدفق بطرق مختلفة. من جهته؛ تحدث القائم بالأعمال الأمريكي، ريتشار رايلي، عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع الحكومة الشرعية وتنسيق جهود مكافحة الإرهاب. وجدد رايلي الإشارة إلى دعم بلاده الشرعية ورفضها عمليات تهريب السلاح من إيران إلى الحوثيين، بحسب ما نقلت عنه «سبأ» خلال لقائه الأحمر.