تحظي المملكة العربية السعودية بمساحات جغرافية شاسعة، ما شكَّل على أراضيها تضاريس متعددة من هضاب وتلال وجبال وسواحل وأراضٍ منبسطة جعلت لها مناخاً متنوعاً، الأمر الذي وفَّر لأهلها حياة وثقافات مختلفة تميز مناطقها المتنوعة والغنية بتاريخ أمة وتراث شعب على مر السنين عزفت سمفونية زمن على أنغام وطن كأوركسترا تناغم عازفوها تحت راية قائد مبدع استطاع قيادتها دون نشاز رغم وعثاء الزمن الذي حجب غبارها بعضاً من إبداعات الزمن الجميل في الحقب الزمنية المختلفة التي عاشها أجدادنا، ومن هنا جاءت الجنادرية لتزيل عتمة الجهل وأمّية المعرفة بتراث أناس صنعوا من الإبداع تاريخ حياة ومن الفكر مجد أمّة، وتحفظ للأجيال أحداثها وتحكي للزمن رواياتها فتصبح أسطورة تعزف الجنادرية سمفونياتها الخالدة على مسامع التاريخ، التي عُزفت على مسرح المهرجان الوطني لتراث والثقافة الذي أصبح منصة لعرض إبداعات الأجداد وحياة رجال تحدوا بقدراتهم البسيطة رثاثة الظروف الحياتية الصعبة حتى استطاعوا التغلب عليها والتكيف معها لتصبح امتداداً تدرجت أساسياتها إلى يومنا هذا، ولولا هذه المنصة لاندثر ذلك الإبداع في عقول الأبناء، فالجنادرية مكتبة وطنية ثرية وأثرية، ثقافية وفكرية تعرض سمو إنسان الجزيرة وإبداع فكره الذي تمخض عن ماضيه مستقبل أمة تحت سماء وطن وحد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- شتاته بعد أحداث كتب لها التاريخ بطولة قائد وموحد أمة جمع كلمتهم تحت راية (لا إله إلا الله)، ليسير أبناؤه -طيب الله ثراهم- على نهجه وإكمال رسالته السامية والنقية ليجعلوا من المواطن ملكاً تاجه الملك، من هنا تبنَّى المهرجان الوطني للتراث والثقافة ذلك الإنجاز التاريخي وإبداعات الإنسان خلال الحقب الزمنية الماضية والتثقيف بحياة رجال مهدوا الطريق الوعر لأبناء اليوم والغد للقائمين على هذا المهرجان من الفكرة إلى التنفيذ والتطوير، وسام شكر ونيشان فخر واعتزاز.