قدم الفريق الأول لكرة القدم في نادي القادسية مستويات أكثر من رائعة، وتحديداً مع بداية الدور الثاني من دوري جميل للمحترفين، وتلقى الفريق إشادات كبيرة من قِبل النقاد والمحللين، والأهم من ذلك كله هو إعجاب جماهير النادي بما قدمه فريقهم، الذي خطف سبع نقاط مهمة من فرق المقدمة النصر والهلال والأهلي، أعادت الهيبة للفريق القدساوي، التي افتقدها في الدور الأول، حيث لم يقدم الفريق الأداء المقنع، الذي يرضي طموح جماهير بني قادس، وشن بعض القدساويين انتقادات لاذعة صوب مجلس الإدارة، بعد الظهور الباهت للفريق، الذي أغضب المدرج القدساوي. في الدور الثاني، اختلف الوضع تماماً، وظهر الفريق بشكل منظم، وقدم اللاعبون مستويات ونتائج مميزة، أسعدت جماهير النادي ومحبيه، وبكل تأكيد أن ذلك يحسب لإدارة النادي، التي قدمت كل ما لديها من أجل دعم الفريق، ولا شك أنها نجحت في ملف التعاقدات الشتوية، وتحديداً بعد التوقيع مع المحترف البرازيلي إلتون جوزيه، الذي يمثل قيمة فنية داخل المستطيل الأخضر، وله بصماته الواضحة مع أي فريق، ورغم كل المصاعب التي واجهت إدارة القادسية، بعد التعاقد مع اللاعب، إلا أنها واجهت تلك الأمور باحترافية تامة، ولم تنجرف صوب خارج الملعب، بل كان تركيزها على الفريق ومبارياته، وتركت ملف اللاعب القضية، لعدد من المحامين المتخصصين في مثل هذه القضايا، الأمر الذي جعلها تتفرغ كلياً، للفريق الذي لمع بريقه في الجولات الثلاث الماضية. الغريب في الأمر، ورغم كل المستويات والنتائج التي قدمها الفريق، إلا أن جماهير القادسية وأبناء مدينة الخبر ما زال غيابهم عن المدرجات يشكل علامة استفهام كبرى، خصوصاً في ظل ما يقدمه اللاعبون، من جهد وعطاء داخل المستطيل الأخضر، والسؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى الجماهير القدساوية سوف تظل غائبة عن دعم فريقها؟ فالمدرج القدساوي يعاني منذ سنوات طويلة من غياب محبيه، أتمنى حقيقة أن أشاهد حضوراً جماهيرياً كبيراً في مباراة الباطن بعد غد السبت، يكون بمنزلة الهدية البسيطة للاعبين على ما قدموه من جهد ونتائج في الجولات الماضية، وأن يكتسي اللون الأحمر والأصفر مدرجات ملعب الراكة.