قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن العراق لا يريد أن يكون طرفاً في أي صراع إقليمي أو دولي. وتأتي هذه التصريحات بعدما تحدث العبادي هاتفياً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تطرقت المكالمة إلى التوتر مع إيران. وكانت هذه هي أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في موقعها على الإنترنت. وقال إحسان الشمري المعلق السياسي المقرب من العبادي، إن تصريحات رئيس الوزراء العراقي تناولت التوترات الأمريكيةالإيرانية. ونقل التليفزيون الرسمي عن العبادي قوله «العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه ولا يريد أن يكون طرفاً في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق». وقال الشمري للتليفزيون العراقي «رئيس الوزراء العراقي الدكتور العبادي يشدد مرة أخرى على سياسة الحياد والنأي عن الصراع». وكان البيت الأبيض قال الجمعة إن ترامب والعبادي «ناقشا التهديد الذي تمثله إيران على المنطقة بأكملها» في أول مكالمة هاتفية لهما منذ تنصيب ترامب. ونشرت الولاياتالمتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي في العراق وتقدم دعماً جوياً وبرياً في المعركة في الموصل. وفي استعراضه ما جاء في المكالمة الهاتفية، قال مكتب العبادي إن رئيس الوزراء طلب من ترامب رفع حظر السفر إلى الولاياتالمتحدة المفروض على العراقيين. وعلقت محاكم أمريكية القيود التي أعلنها ترامب في يناير كانون الثاني على دخول حاملي جوازات السفر من العراقوإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولاياتالمتحدة. وقال ترامب إنه سيواصل العمل على إعادة العمل بها. من جهة أخرى، منعت قوات الأمن العراقية، ظهر أمس، آلافاً من أنصار التيار الصدري من الوصول إلى المنطقة الخضراء، تلبية لدعوة زعيم التيار مقتدى الصدر بالاحتشاد وسط العاصمة للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها، بحسب وكالة أنباء الأناضول. وأفاد الوكالة بأن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات نارية في الهواء، ورصاصاً معدنياً مغلفاً بالمطاط، لمنع آلاف من أتباع الصدر من عبور جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي يوجد فيها مبنى البرلمان والحكومة. وتسبب الرصاص المعدني المغلف بالمطاط في إصابة عدد من المتظاهرين بجروح مختلفة، بينهم إصابات «خطيرة» في الرأس، وفق مصادر طبية. ومنذ مساء الجمعة، توافد أنصار الصدر من محافظات مختلفة إلى ساحة التحرير التي تبعد أقل من كيلو متر مربع عن المنطقة الخضراء، استجابة لدعوة زعيم التيار بالتظاهر احتجاجاً على مفوضية الانتخابات. وجاء تحركهم تجاه المنطقة الخضراء بعد دقائق من صدور بيان لمقتدى الصدر يخيِّرهم بالتوجه للتظاهر أمام بوابات المنطقة الخضراء دون دخولها. في هذه الأثناء، أكد حيدر العبادي رئيس الوزراء، على حق التظاهر السلمي والحرص على حماية المتظاهرين وسلامة وأمن المواطنين والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة. ودعا المتظاهرين إلى الالتزام بالقانون والنظام العام. ويقول الصدر إن مفوضية الانتخابات «غير جديرة بإجراء انتخابات نزيهة في البلاد على اعتبار أن مسؤوليها تم ترشيحهم من قِبل الأحزاب الحاكمة، مما يجعلهم يميلون إلى أحزابهم». وقبل يومين رفضت المفوضية الاتهامات الموجهة إليها، وقالت في بيان لها إن تحميلها الأخطاء التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية «غير صحيح»، واعتبرت تحشيد الشارع تجاهها «يعرِّضها للخطر».