افتتح مدير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله بن محمد الربيش، أمس، المؤتمر العلمي الثاني لطب الطوارئ، بحضور مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح السلوك، وعدد من الأطباء المتخصصين من مستشفيات خارج المنطقة الشرقية وداخلها، وممثلين من دول أمريكية وأوروبية، وذلك في القاعة الكبرى للمؤتمرات بالمدينة الجامعية. وقال مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش، في كلمة له خلال الافتتاح «إن الخدمات الطبية في المملكة تزخر بدعم لامحدود من قِبل الدولة -أعزَّها الله-، وتأتي الخدمات الطبية وطب الطوارئ على وجه الخصوص في مقدمة هذه الخدمات نظراً لأهميتها ولطبيعة المهام المنوطة بها»، مؤكداً أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، هذا المؤتمر مؤشر على هذا الاهتمام والمتابعة. وأوضح أن طب الطوارئ وما يتصل به من ضرورة توفير الكفاءات البشرية ونوعية وجودة الممارسات المهنية والتجهيزات اللازمة ومعدلات وسرعة الاستجابة أصبحت مؤشراً أساساً للتنافسية بين المنشآت الصحية ومعيار التقييم الحقيقي المعتمد لدرجة قياس كفاءة المستشفيات ودرجة جاهزيتها وتميزها، مفيداً بأن نجاح أي منشأه صحية يظل مرهوناً بالقائمين على شأن طب الطوارئ ممن يتحملون العبء الأكبر في مواجهة الظروف غير الطبيعية والحوادث والكوارث غير المتوقعة، وهم يتفانون في عملهم ويخلصون في أداء رسالتهم النبيلة المتصلة بإنقاذ الأرواح والحفاظ على حياة الأفراد. وذكر الدكتور الربيش أن طب الطوارئ في تعليمه الحديث كتخصص مستقل وبكادر مؤهل وبالخدمات التي يقدمها هو تعليم حديث تبلور في السنوات الأخيرة وتطور وأصبح كادراً، مؤكداً أن تأهيل الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع متطلبات تخصص طب الطوارئ والخدمات الطبية الطارئة يمثل تحدياً أمام الجهات ذات العلاقة، وانطلاقاً من هذه الحقيقة فقد اهتمت الجامعة بهذا التخصص، حيث عملت على إطلاق عدد من البرامج الأكاديمية المؤهلة، وبالإضافة إلى تخصص الطب والجراحة هناك تخصص الخدمات الطبية الطارئة وتخصص العلاج التنفسي وتخصص تقنية القلب، وكذلك بعض التخصصات المساندة، وتأتي استضافة هذا المؤتمر والمشاركة فيه امتداداً لهذا الاهتمام، ولعله من يُمن الطالع أن يتزامن هذا المؤتمر مع تخريج الدفعة الأولى من اختصاصيي طب الطوارئ هذا العام إن شاء الله. من جانبه، أوضح مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح بن علي السلوك، أن ما يميز المؤتمر هذا العام حضور الطلاب والطالبات والأطباء المقيمين من المتخصصين في طب الطوارئ، حيث تجاوز الحضور 1300، وشملت المحاضرات 60 تخصصاً في طب الطوارئ، وتم طرح 56 بحثاً علمياً. وأشار إلى أن صحة الشرقية شريك استراتيجي في إقامة هذا المؤتمر هذا العام، وتم دعم الحضور ب300 شخص متخصص من مستشفيات المنطقة الشرقية من العاملين في أقسام الطوارئ، والهدف إطلاعهم على آخر المستجدات في طب الطوارئ من خلال هذا المؤتمر وما سينتج عن المؤتمر من توصيات ومستجدات علمية وبحثية سيتم تطبيقها بإذن الله في المنطقة الشرقية بشكل خاص، وبالتالي تعميمها مستقبلاً على مستشفيات وزارة الصحة. وذكر الدكتور عبدالله الحضيرة استشاري طب الطوارئ وأمين عام الجمعية السعودية لطب الطوارئ ورئيس اللجنة العلمية في المؤتمر، أن الهدف من المؤتمر الذي ينظم في دورته الثانية هو توفير منصة تمكن مقدمي الرعاية الصحية من تطوير مجهوداتهم لتقديم أفضل الخدمات للجمهور، وتسليط الضوء على أهم القضايا والمواضيع العلمية ذات الصلة بعلوم وممارسات الإسعاف والطب الطارئ، مثل نطاق خدمات الإسعاف من نماذج الممارسة والترخيص والاعتماد والبحث والتطوير والابتكار، وسيطرح تجارب الدول التي واجهت أزمات حادة، وسيعرض أفضل السبل للاستفادة القصوى من إدارة الكوارث والوصول بالجمهور إلى بر الأمان وتجنب الأخطاء، ويضم برنامج المؤتمر أكثر من 40 جلسة ستغطي جوانب مختلفة وفرعية من طب الطوارئ، مثل طب الرعاية الحرجة وطب السموم وطب الإصابات والحوادث وطب الخدمات الإسعافية وطب طوارئ الأطفال، وكذلك التركيز على الأطباء المتدربين في برامج الهيئة السعودية وتخصيص محاضرات تطويرية لهم. وفي ختام حفل الافتتاح كُرِّمت الجهات الداعمة والمشارِكة في المؤتمر، ثم تجول مدير الجامعة ومدير الشؤون الصحية على أقسام وأجنحة المعرض العلمي المصاحب، كما قُدمت مشاهد تمثيلية عن كيفية معالجة الحالات الطارئة من قِبل المتخصصين في المستشفيات.