إعداد: د. ناهد عبدالرحمن – اختصاصية الأمراض الباطنية، مستشفى محمد الدوسري يُطلق اسم «كوليسترول» على عائلة مواد شبيهة بالدهنيات تلعب دوراً مهماً وضرورياً في الوظائف السليمة للجسم عندما توجد بالكميات والأنواع الصحيحة. ولكن وجود كثير منها في أجسامنا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات إذا ترسبت داخل جدران الأوعية الدموية، وبالتالي تبدأ في إعاقة تدفق الدم، وهذه الرواسب تسمى البلاك، ويعتقد أنها سبب رئيس في الذبحة الصدرية بسبب الضيق الذي تحدثه في الأوعية الدموية، وإذا انفصلت واحدة منها من مكانها أو تقطعت إلى أجزاء فقد تؤدي هذه القطع إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لذلك فإن منع تكوُّن هذه الجلطات أو زيادة حجمها يعتبر أهم إجراء مفيد يمكن القيام به لتقليل مخاطر الإصابة بنوبات القلب أو السكتات الدماغية، إن الوقاية تعني خفض مستويات الكوليسترول في الدم من خلال الحرص في انتقاء أنواع الأطعمة وعند الضرورة استخدام الأدوية الخافضة للكوليسترول وبعض أنواع هذه الأدوية تسمى «ستاتينات». هناك مصدران رئيسان للكوليسترول في أجسامنا: 1- الطعام الذي نأكله: الكوليسترول هو جزء طبيعي من غذائنا ويوجد بأعلى كميات في الأطعمة الدهنية مثل اللحوم والبيض والزبدة والجبنة والقشدة والمعجنات، ويتم تصنيع الكوليسترول في الكبد أيضاً، لذلك فإننا حتى لو خفضنا الكميات التي نتناولها إلى الصفر فسوف يبقى بعض الكوليسترول في دورتنا الدموية. 2- الكوليسترول الذي تنتجه أجسامنا: بعض الناس بطبيعتهم لديهم مستويات عالية من الكوليسترول بغض النظر عن أنواع الطعمة التي يتناولونها، وهذه صفة يمكن توريثها في عائلاتهم جيلاً بعد جيل. الكوليسترول «الجيد» والكوليسترول «السيئ»: الكوليسترول ليس كله سيئاً أو ضاراً لك، فهناك نوعان من الكوليسترول يجب أن تعرفهما، وهما: كوليسترول «إتش دي إل» (ليبوبروتين عالي الكثافة) وهو النوع الجيد والمفيد لك، حيث إن له تأثيرات وقائية على القلب، وكوليتسرول «إل دي إل» (ليبوبروتين منخفض الكثافة)، وهو النوع المرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، وبعبارات بسيطة فإنه كلما ارتفع مستوى كوليسترول «إل دي إل» في دمك زادت نسبة حدوث المشكلات الناجمة عن ارتفاع الكوليسترول. قياس مستويات الكوليسترول: إن وجود الكوليسترول بحد ذاته لا يؤدي إلى ظهور أي أعراض إلا بعد أن يحدث الضرر، لذلك فإن إجراء تحليل دم سريع وبسيط يستخدم لقياس نوع وكمية الكوليسترول في الدم إذا كان لدى أسرتك ارتفاع في الكوليسترول أو عوامل خطورة مثل التدخين أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فإنك وهم أيضاً يجب أن تجرى لكم تحاليل منتظمة بمستوى الكوليسترول، وسوف ينصح طبيبك بمعدل تكرار هذه التحاليل. وعندما يجرى لك تحليل الدم يمكنك مقارنة نتائجك بالقيم الإرشادية التي وضعها المختصون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، وإن مناقشة هذه النتائج مع طبيبك سوف يفيد في توضيح الصورة لديك من حيث الأشياء التي ينبغي عليك اتباعها لتخفيض مخاطر إصابتك بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. النِّسب الطبيعية للكوليسترول في الدم: – حسب جمعية القلب الأوروبية وآخرين: الكوليسترول «الكلي» أقل 5.0 مللتر أو 190 ملغم. كوليسترول «إل دي إل» أقل من 3.0 مللتر أو 115 ملغم. إذا كان طبيبك يتبع الخطوط الإرشادية الأمريكية فإن الأهداف المذكورة أعلاه سوف تكون مختلفة. مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم: يؤدي ارتفاع الكوليسترول في الدم إلى الإصابة بتصلب الشرايين، مما يؤدي إلى: – الجلطات الدماغية. – جلطات القلب والسكتات القلبية. – ارتفاع ضغط الدم. – أمراض الكلى المزمنة. ارتفاع كوليسترول الدم ليست له أعراض خاصة به فكل الأعراض المصاحبة له هي أعراض المشكلات الصحية الناجمة عنه مثل: – آلام في الصدر وصعوبة في التنفس وانخفاض الضغط في حالات جلطات القلب. – برودة وآلام في الأطراف مع قصور الدورة الدموية الطرفية. – شلل في جزء من الجسم أو فقدان الوعي مع الجلطات الدماغية. – ارتفاع ضغط الدم. 1/ الحصول على التوازن الصحيح بين الكوليسترول الحميد والسيئ: إذا كان كوليسترول «إل دي إل» له تأثير سيئ فإن الخطوة الأولى نحو قلب صحي وسليم هي اتخاذ الإجراءات التي تزيد كمية كوليسترول «إتش دي إل» في الدورة الدموية وخفض كمية كوليسترول «إل دي إل»، وهذه الإجراءات بسيطة جداً. 2/مارِس الرياضة بانتظام: إن أفضل طريقة لزيادة مستوى كوليسترول «إتش دي إل» هي ممارسة التمارين بانتظام، واتباع برنامج تمارين جيد التصميم سوف يساعد على خفض وزن الجسم وخفض ضغط الدم إلى المستويات المستهدفة المتفق عليها مع طبيبك، ويحافظ على تلك المستويات. 3/ الامتناع عن التدخين: إذا كنت من المدخنين فيجب أن تفعل كل ما في طاقتك للإقلاع عن التدخين، فالتدخين يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب بدرجة كبيرة، حتى التدخين السلبي (استنشاق الدخان الصادر من مدخنين آخرين) قد ثبت أنه يزيد تلك المخاطر، وبمجرد أن تتوقف عن التدخين فإن مخاطر الإصابة بأمراض القلب ستبدأ في الانخفاض بشكل مثير. 4/الغذاء قليل الدهون: إن أفضل طريقة لخفض كوليسترول «إل دي إل» الضار هي خفض كميات الدهون التي تتناولها، والاستعانة بالأدوية الخافضة للكوليسترول إذا لزم الأمر، الجدول أدناه يبيِّن كميات الدهون اليومية التي ينصح بتناولها، لكن هذه المقادير يمكن أن تتغير بحسب السعرات الحرارية التي ينصح باستخدامها لكل فرد، ويجب أن تدرك أن كثيراً من أنواع الطعام يبدو أنها خالية من الدهون تحتوي على «دهون مخفية» ويجب أن تفحص قائمة المحتويات لمعرفة كمية الدهون، وفكِّر في تناول أنواع خالية من الدهون أو أغذية خافضة الكوليسترول، ويمكن أن يساعدك الطبيب أو اختصاصي التغدية في اختيار حميات غذائية مناسبة. إليك بعض النصائح لاتباع غذاء صحي يساعدك في تجنُّب الأطعمة الدهنية: – تناول مزيداً من الخضار والفواكه: حاول أن تتناول على الأقل 5 حصص من الفاكهة كل يوم، ويشمل ذلك عصير الفواكه من عبوات ورقية أو زجاجية وفواكه مجففة وفاكهة طازجة وخضار مجمد أو معلب أو طازج. أشبِع نفسك بالألياف: الألياف الذاتية مثل تلك التي توجد في الشوفان تعتبر جيدة بشكل خاص. تناول البازيلاء والفاصوليا: ويشمل ذلك جميع أنواع الفاصوليا والبقوليات المجففة والعدس وكذلك البقوليات المعلبة (اختَر الأنواع ذات الملح المنخفض). تناول الأسماك وخاصة الأنواع التي تحتوي على الزيت: الأسماك التي تحتوي على الزيت تشمل أنواع السردين والمكريل والرنجة والسلمون، يجب تناول الأسماك مرتين على الأقل في الأسبوع. استخدم أنواع الزيوت والسمن غير المشبعة للطهي والأكل: أفضل أنواع الزيوت هو زيت الزيتون وزيت بذور اللفت والوصفات المحضرة منها، لكن حتى هذه الزيوت يجب أن يتم استهلاكها بشكل معتدل. تناول الفول السوداني والجوز: اختَر الأنواع غير المملحة، وزبدة الفول السوداني مفيدة أيضاً. الزبدة، القشدة، الجبنة الدسمة، زبدة الكاكاو، زيت الصنوبر، دهن الخنازير، صفار البيض، الأطعمة المقلية، اللحم الدهني، لحم الخنزير، الكبد، الكلى، الفستق، جوز ماكاديما، الشوكولاتة، السكر، القشدة، صفار البيض، الكلى. تقليل المخاطر: من المهم أن تعرف أن المخاطر مثل (مرض السكر، نقص الغدة الدرقية، ارتفاع الضغط.. إلخ) تتراكم، وأن طريقتك الشاملة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية يجب أن تتوجه إلى خفض جميع المخاطر مجتمعة عن طريق علاجها. عندما لا يكون تعديل نظام الحياة كافياً: عندها يأتي دورالأدوية مثل الستاتينات. الستاتينات هي مجموعة أدوية تخفض مستويات الكوليسترول في الدم من خلال وقف تكوين الكوليسترول في الكبد. ومن المهم ملاحظة أن الستاتينات لا تشفي المشكلة ولكنها تساعد كثيراً في السيطرة عليها عندما يصاحبها نظام غذائي وطراز حياة وتمرينات مناسبة حسبما ذُكر سابقاً. وقد ظلت الستاتينات تستخدم كعلاج طويل الأمد وبصورة يومية من قِبل ملايين الناس في أنحاء العالم منذ أن طرحت للاستعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1987م، ولذلك فإننا نعرف كثيراً عن سلامة استخدامها وفعاليتها في خفض الكوليسترول. وعندما تبدأ في استخدام الستاتينات فقد يلزمك أن تواصل استخدامها لفترة طويلة، وإذا توقفت عنها فإن مستويات الكوليسترول لديك سوف تعود غالباً إلى الارتفاع. ما الذي يجب أن تعرفه عن استخدام الستاتينات: يستعمل قرص ستاتين مرة واحدة يومياً قبل النوم. وإن تناول القرص في نفس الوقت من كل يوم كجزء من الروتين اليومي الطبيعي يمكن أن يساعدكم في تذكُّر استخدامه وعدم نسيانه. ويجب أن لا يتوقف المريض عن استخدام الستاتينات من تلقاء نفسه.