أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس أن مصر تعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا إثر لقاءات مع كبار المسؤولين الليبيين من مختلف المؤسسات المتنازعة على السلطة. وقال شكري لدى افتتاح اجتماع في القاهرة لوزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا إن "الهدف من هذه الزيارات البحث عن إمكانية التوصل إلى أرضية مشتركة ومواقف توافقية تتيح تجاوز المنعطف الحالي للأزمة الليبية". وأضاف أن هناك "التزاماً بالحل السياسي مدخلاً وحيداً لمعالجة الأزمة الليبية ورفضاً قاطعاً لكل صور التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية"، أمام نظرائه من الجزائر وتونس وليبيا والنيجر وكذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر. واعتبر أنه "بالرغم من النجاحات المقدرة التي تحققت في الفترة الأخيرة في مواجهة الإرهاب في بنغازي وسرت وغيرهما من المناطق الليبية، فإن مشكلة الإرهاب لا يمكن أن تستأصل بشكل نهائي في ليبيا إلا من خلال التسوية السياسية". واستقبلت مصر في الفترة الأخيرة رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم المجتمع الدولي فايز السراج ورئيس برلمان طبرق الذي يدعم الحكومة المشكلة في الشرق عقيلة صالح وكذلك المشير خليفة حفتر الذي يقود الجيش الوطني الليبي في الشرق. وتمزق ليبيا الغارقة في الفوضى النزاعات بين مختلف الفصائل المسلحة والقبلبية منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة في البلاد بشكل خاص حكومتان هما حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم دولي ومقرها طرابلس، وحكومة أخرى منافسة تسيطر على الشرق الليبي ويؤيدها البرلمان المنتخب ومقرها طبرق. ويؤيد هذا البرلمان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر الذي يحظى بدعم عدد من الدول العربية من بينها مصر والإمارات والأردن. وميدانيّاً، تتصارع قوتان رئيستان هما فصائل مصراتة في الغرب التي تشكل المكون الرئيس للقوات التي نجحت في إخراج تنظيم داعش من سرت تحت قيادة حكومة الوفاق الوطني، والجيش الوطني الليبي الذي يخوض منذ سنتين معارك مع الجماعات المتشددة في شرق البلاد ولا سيما في بنغازي.