في مسرحية «السروال» المعروضة في العام 1911 للكاتب الألماني «كارل شتير ينهايم»: (تفقد سيدة بورجوازية سروالها فيدور الحديث على خشبة المسرح حول هذا الموضوع المبتذل وحده، بيد أنه يخرج عن كونه مبتذلا لأن السيدة لم تكن سوى زوجة موظف كبير في الدولة إذ أضاعت سروالها الذي ينبغي أن يظل أمره مكتوما كموضوع حساس، وفي الوقت الذي يعبر فيه الإمبراطور السوق؛ تتحول القصة إلى مأساة كبرى سيطال ضررها الجميع. الحل: تم تدارك الفضيحة في آخر لحظة ليعود كل شيء إلى ما كان عليه ويسود الصمت تباعا؛ حيث يظل العالم البورجوازي محافظا على تماسكه القديم؛ غير أنه تماسك نحو: «الخارج» فقط لإخفاء سر السروال المفقود). أتساءل: هل من أحد يمكنه أن يقهر خوفه ويجهر بالحقيقة ليتحدث بمنتهى الشفافية عن حقيقة السروال المفقود بحضرة الإمبراطور؟! أقسم بالله غير حانث أنني لا أعلم يقينا أين هو «سروال» جامعاتنا! كل الذي أعرفه -يا سادة- أن لكل جامعة: «سروالا»، بيد أنه ظل يفتقد تباعا! وفي الحين الذي ينتفخ فيه فقه: «ستر العورة» لدينا تفجعنا حالات من هتك الستر إذ تتضخم العورات المغلظة وتصبح أكبر من «السروال»! ودونكم: أحداث جامعة الملك خالد وقد كشفت جزءا يسيرا من «المستور» الذي لا يمكن أن يغطى بغربال لو قدر للشمس أن تطال بأشعتها أروقة جامعاتنا؛ ذلك أن جامعة الملك خالد لم تكن استثناء! ولا مشاحة في أن الضحية الأكثر بؤسا فيما يجري هو «الوطن» في أثمن مخرجاته وهو «إنسانه» الذي يشكل العمود الفقري تنمويا في سبيل استثماره. ولئن كان هذا هو الشأن الذي تدار به جامعاتنا فإنه يمكننا القول إن الوعي ب «قيمنا» قد مات، وحسبنا أن الوعي هو من يمنحنا أدوات التغيير في سبيل إصلاح تسعى إليه حثيثا قيادة هذا البلد. لربما أننا نحتاج في كل جامعة إلى آخر من نوعية: «صالح الحمادي» ابتغاء أن نبصر طرفا من السروال؟! قبل بُدُوِّ العورات قبالة الملأ! وبكل.. فإني أرى رؤوسا أزهر ربيعها وحان قطافها. لم أشأ أن أضع للمقالة قفلها دون شكر: «فيصل بن خالد». صورة مع التحية لكاتب «الوطن» علي الموسى.