بدعم من إصدار السعودية لسندات بقيمة 17.2 مليار دولار في شهر أكتوبر، وصلت قيمة إصدارات سندات الدين في الشرق الأوسط 77.8 مليار دولار خلال عام 2016، بزيادة نسبتها 145% مقارنة مع القيمة المسجلة في عام 2015 وهي أعلى قيمة سنوية مسجلة في المنطقة لأول مرة منذ بداية تسجيل هذه البيانات في عام 1980. جاء ذلك خلال التقرير السنوي الذي أصدره «تومسون رويترز»، المزود العالمي للمعلومات الذكية للشركات والمحترفين، حول الاستثمار المصرفي في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت تقديرات «تومسون رويترز» و»فريمان للاستشارات» إلى أن رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط بلغت 820.8 مليون دولار خلال 2016، بارتفاع نسبته 18% عن العام الماضي بأكمله، وهي أعلى قيمة سنوية مسجلة لرسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط منذ 2008. وتصدرت السعودية قائمة الدول الأكثر نشاطاً في أسواق الديون بالشرق الأوسط، بحصة تبلغ 29%، تلتها الإمارات وقطر. وارتفع حجم إصدارات الديون الإسلامية على مستوى العالم 24% لتصل إلى 37.9 مليار دولار أمريكي في 2016، مقارنة بالعام الذي سبقه. وتصدر بنك «إتش إس بي سي» تصنيف الشرق الأوسط لترتيب إصدارات الديون خلال عام 2016، بحصة سوقية بلغت 13.3%، في حين احتلت مجموعة «سي آي إم بي» المالية المرتبة الأولى في ترتيب إصدارات الديون الإسلامية بحصة سوقية بلغت 13.5%. وأضاف نجار: «قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في الشرق الأوسط بلغت 46.9 مليار دولار أمريكي خلال 2016، أي أقل بمقدار 16% عن القيمة المسجلة في العام الماضي، كما أن قيمة الصفقات تعد الأقل المسجلة خلال عام كامل منذ 2013. كما أن إجمالي إصدارات الأسهم والأسهم المرتبطة بحقوق المساهمين في الشرق الأوسط خلال العام الماضي بلغ 2.6 مليار دولار، أي أقل بنسبة 55% من القيمة المسجلة في عام 2015، وهي أقل قيمة سنوية مسجلة في المنطقة منذ 2004». وبالنسبة لرسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية، فإن رسوم القروض المجمعة ارتفعت 50% إلى 444 مليون دولار، وهو اعلى مستوى منذ 9 سنوات، أما عمولات رسوم إصدارات الديون فقد ارتفعت بأكثر من ضعفين إلى 134.1 مليون دولار في 2016، كما أن إجمالي رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ المنجزة بلغ 200.9 مليون دولار أمريكي خلال العام الماضي، بانخفاض 20% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهو أقل أداء مسجل في عام كامل منذ 2012. بينما انخفضت رسوم إصدارات الأسهم 51% على أساس سنوي إلى 41.8 مليون دولار، وهي الأقل في 12 عاماً. أما عمولات إصدارات الأسهم والديون المجمعة فقد استحوذت على 54% من إجمالي رسوم الأنشطة المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط خلال 2016، وهي أعلى حصة سنوية مسجلة منذ 2004. وشكلت رسوم استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ المنجزة 24٪ من إجمالي الرسوم في المنطقة. واستحوذ بنك «إتش إس بي سي» على معظم رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط خلال عام 2016، ليجمع 43.4 مليون دولار أمريكي، أي ما يشكل 5.3% من إجمالي الرسوم. وتصدر بنك «روتشيلد» قائمة المؤسسات من حيث رسوم عمليات الدمج والاستحواذ المنجزة ليحصل على 16% من رسوم الاستشارات، في حين حصل «إتش إس بي سي» على المركز الأول من حيث رسوم أسواق الديون. أما «سامبا كابيتال» فقادت رسوم عمليات أسواق الأسهم بمبلغ 13 مليون دولار، وبحصة سوقية بلغت 31%. أما مجموعة «ميتسوبيشي يو أف جيه» المالية فاستحوذ على أعلى قيمة لرسوم ترتيب القروض المشتركة في الشرق الأوسط. وبالنسبة لصفقات الاندماج والاستحواذ، فقد تمثلت أكبر صفقة اندماج في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي حتى الآن بإعلان اندماج بنكي أبوظبي الوطني والخليج الأول ضمن صفقة بقيمة 14.1 مليار دولار، وهي أكبر صفقة اندماج محلي على مستوى منطقة الشرق الأوسط خلال 2016. وبدعم من هذه الصفقة، فقد سجل نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية وضمن نطاق الشرق الأوسط ارتفاعاً بنسبة 151% في العام الماضي لتصل إلى 22 مليار دولار. وانخفضت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة بنسبة 24% مقارنة بعام 2015، لتبلغ 14.7 مليار دولار أمريكي. وشكلت عمليات الاستحواذ في الخارج المنفذة من قِبل جهات قطرية 35% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة في منطقة الشرق الأوسط. أما صفقات الاستحواذ التي قامت بها شركات سعودية وإماراتية فشكلت على التوالي 28% و20% من الإجمالي. وشهدت صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة تراجعاً بنسبة 30% لتصل إلى 4 مليارات دولار أمريكي.