وصف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد العمل مع علماء اليمن بأنه من واجبات الوقت المتحتمة، مؤكداً أن برنامج وزارته للتواصل معهم شمِلَ الجمعيات والجماعات والمدارس العلمية، واستهدف التعارف من أجل تقوية التعاون. وعدَّ الوزير، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، تسلّط الانقلابيين في اليمن، ومَن وراءهم مِن إيران وأتباعها، ابتلاءً عظيماً. وقال لدى استقباله رئيس حركة النهضة اليمنية للتغيير السلمي أمس في الرياض «المملكة قيادةً وعلماء، وبالخصوص وزارة الشؤون الإسلامية، ترى الواجب عليها عظيماً في هذا الحدث الذي تسلَّط فيه الحوثة والانقلابيون على اليمن ومقدراته وأهله وعقيدتهم وسلامة إسلامهم ودينهم واجتماع كلمتهم». وأوضح آل الشيخ أن المؤسسات الدينية في المملكة لها دور يتمثل في «تثبيت الرسالة والقلوب واستمرار التأثير في الناس بالدين والمحافظة على دينهم وعقيدتهم». وشدد «نسعى مثلما جاء في الميثاق (ميثاق علماء ودعاة اليمن – الرياض أغسطس 2016) إلى أن يكون الجميع إخوة لإنقاذ اليمن؛ لأن الذي حصل خطر كبير على اليمن وأهله وعلى الشباب والنساء والأجيال القادمة». وأشار الوزير، في كلمته خلال الاستقبال، إلى دور المؤسسات السياسية في المملكة المتمثلة في ولاة الأمور والقيادة والحكومة والوزارات الأمنية. وقال «هؤلاء لهم دور عظيم سياسي وأمني يقومون به أتمّ قيام ولله الحمد جزاهم الله عنا وعنكم خير الجزاء». وحول حركة النهضة للتغيير السلمي؛ قال آل الشيخ «هذه الحركة لها نشاط كبير ومميز في الماضي والحاضر، قد قدمتم عملاً اجتماعياً وتضحيات في مقاومة الحوثي والانقلاب». بدوره؛ ذكر رئيس الحركة، الشيخ عبدالرب صالح السلامي، أنها تتبنى نهجاً مستنداً إلى المرجعيات الناظمة للعملية السياسية اليمنية، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وإعلان الرياض. وأبان «أهداف الحركة تتمثل في هذه المرحلة في الاصطفاف إلى جانب الشرعية وتأييد التحالف العربي وعاصفة الحزم لكسر الانقلاب وإنقاذ اليمن من السقوط في يد المشروع الإيراني ومن جماعات الإرهاب والتكفير». ولفت السلامي، خلال الاستقبال، إلى 3 تحديات رئيسة في نظر «النهضة للتغيير السلمي»، وهي «المشروع الإيراني الصفوي الداهم على المنطقة العربية والمستغل للأقليات الطائفية في بلادنا لتمرير مخططاته الاستعمارية التوسعية»، و»تيارات الغلو والتطرف والإرهاب التي تتغذى على حالة التخلف العلمي والعقدي التي تعيشها بلادنا»، و»الانقلاب على الشرعية وانهيار مؤسسات الدولة ودخول اليمن في حالة من الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والانقسام الاجتماعي». وفي نظره؛ فإن هذه التحديات تتطلب تعزيز الشراكة بين بلاده والمملكة. واعتبر السلامي أن الحديث مع وزارة الشؤون الإسلامية السعودية بشأن التعاون في المجالات الدعوية والإرشادية لا ينفصل عن التعامل مع التحديات الكبرى. ووصفَ برنامجَ الوزارة للتواصل مع علماء اليمن بمبادرة كريمة ولفتة نبيلة ترعى العلماء والدعاة في ظل ظروف قاسية وتركز على أهدافٍ جليلة منها الحرص على جمع الكلمة والتقريب بين التيارات والمدارس الدعوية. ورفع السلامي، في كلمته، الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحكومة وشعب المملكة على وقوفهم إلى جانب الشعب اليمني في معركته من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية، وإنقاذ بلاده من السقوط في يد المشروع الإيراني.