يعاني كثيرٌ من دول العالم الثالث تضييقاً على حرية الصحافة في دولها، وتبرز التقارير الدولية بين الحين والآخر تلك المعانة من خلال إيقاف الصحفيين أو الاختفاء القسري في بعض الدول، والقتل المتعمد بسبب الحروب، وعدم وجود قوانين لحماية الصحفيين. دول الخليج العربي تجاوزت تلك الدول التي صنعت سوراً عالياً وأصبحت تمنع كثيراً من القنوات التلفزيونية من ممارسة حرية الإعلام، وكذلك تضع شروط الرقيب داخل المؤسسات الصحفية، وهذا ما تجاوزته دول الخليج العربية مجتمعة، حيث إن الرقابة الصحفية تأتي من خلال احترام الآخر وعدم بث الكراهية، كما يحدث في بعض الدول ضمن مؤسساتها الصحفية. وقد تطور العمل الإعلامي مؤخراً في دول الخليج العربي، فأصبح في كل دولة منها اتحاد أو مؤسسة مدنية ينتمي لها العاملون في حقل الصحافة، فكانت تجربة المملكة مع هيئة الصحفيين السعوديين التي تمكنت خلال ثلاث دورات لها من تأسيس كيان صحفي يتابع مشكلات وهموم العاملين في مهنة الصحافة، وعلى مستوى دول الخليج العربي تمكّنوا من تأسيس اتحاد وكيان واحد تحت مسمى اتحاد الصحافة الخليجية، يتمتع بالاستقلالية، متخذاً من البحرين مقراً لهذا الاتحاد الذي ينتمي له كافة القائمين على الصحافة الخليجية في دول مجلس التعاون، ويحظون باحترام شديد من القيادة البحرينية، حيث بعث يوم أمس، رئيس مجلس الوزراء البحريني صاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن سلمان لاتحاد الصحافة الخليجية رسائل تهنئة بمناسبة دورته الجديدة وانتخابه رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية الأستاذ خالد المالك رئيساً للدورة المقبلة، ورئيس تحرير الأيام البحرينية أميناً عاماً للاتحاد. يتمتع هذا الاتحاد بشخصية مستقلة تسعى لتطوير صناعة الصحافة في دول مجلس التعاون، من خلال تعاونهم مع بقية الهيئات والاتحادات ورؤساء تحرير الصحف في دول الخليج، وقد أثمر عن هذا الاتحاد في دوراته السابقة إبراز هوية جديدة للصحافة الخليجية من خلال التعاون المشترك بين الصحف والمراسلين واعتماد الوجود في دول المجلس خلال دوراته الماضية، وهذا ما يؤكد على أن دول الإعلام في دول مجلس التعاون يتجاوز تلك الدول التي تدعي الديمقراطية وتضع القيود على العمل الصحفي. كما تتمتع الصحافة الخليجية برؤية مستقلة وتقدِّم رؤية واضحة تساعد دولها في اتخاذ القرارات المناسبة، وتناقش كافة القضايا المحلية والإقليمية وتستنير من خلالها القيادة الحكيمة في دول مجلس التعاون بهذه الرؤية، كما يساهم رؤساء تحرير الصحف بتكوين أرضية موحّدة بينهم لمعالجة كافة الجوانب المهنية ونقل العاملين في حقول الصحافة إلى رؤى احترافية، مما جعل العاملين في الحقل الصحفي اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بما تعنيه الصحافة الورقية في كيفية الوقوف والاستمرار في منافسة كافة الحقول التقنية الجديدة.