تواصلت المعارك العنيفة، أمس، لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش والمقاومة الشعبية بإسناد من التحالف العربي لتحرير الساحل الغربي لتعز وصولاً إلى باب المندب، بحسب ما أكد موقع المشهد اليمني الإخباري. وقالت مصادر ميدانية، إن المعارك على أشدِّها أمس وسط تراجع كبير لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في مختلف المواقع الساحلية. وحسب المصادر، فإن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت من عدن إلى منطقة باب المندب، وشملت هذه التعزيزات مدرعات ودبابات وناقلات جند ومدافع. وتلقَّت ميليشيا الحوثي وصالح ضربة مفاجئة السبت بعد تقدُّم مباغت لقوات الجيش والمقاومة الشعبية في مختلف المواقع الساحلية لمحافظة تعز. وتسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى تأمين الخط الساحلي بدءاً من ذوباب والمخا وصولاً إلى باب المندب، وذلك بهدف قطع الشريان الرئيس لإمداد الميليشيات الانقلابية بالسلاح عبر هذا الخط. كما تهدف هذه العملية العسكرية إلى تأمين الخط الملاحي الدولي التي تشكِّل الميليشيات الانقلابية فيه عامل قلق، لاسيما بعد استهدافها عدداً من السفن التجارية والحربية. وبدأت العملية للسيطرة على الساحل الغربي لليمن تحت إشراف الرئيس عبدربه منصور هادي وبمساندة قوات التحالف العربي في مناطق كهبوب والحريقية بالمندب والمنصورة في الوازعية، وتمكَّن الجيش اليمني من التقدم في المحاور الثلاثة. وأمس، كثَّفت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية قصف مواقع وتجمعات عسكرية يتحصن فيها مسلحو جماعة الحوثي وقوات صالح في محافظة صعدة شمالي اليمن. وقال سكان محليون إن مقاتلات التحالف شنَّت عدداً من الغارات الجوية على مواقع الحوثيين في آل مجدع والثعبان والسداد بمديرية باقم. يأتي ذلك في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الوطني معارك متواصلة ضد الحوثيين في أكثر من جبهة قتال محلية، في محاولة لقطع إمدادات الحوثيين في أكثر مناطق المواجهات اشتعالاً بصنعاء وشبوة وتعز وصعدة. وأكد محافظ صعدة استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في جبهات القتال بصعدة من جهة أخرى. وأوضح هادي طرشان الوايلي في صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، أن التقدم مستمر نحو مركز المحافظة، في ظل تقهقر كبير لميليشيا الانقلاب. ولفت إلى أن التقدم سيتمر باتجاه مركز مديرية كتاف عبر محورين في منطقة البقع، وباتجاه مركز مديرية باقم بعد السيطرة على المواقع والمناطق المحيطة بها. وأوضح محافظ صعدة أن مشائخ وزعماء قبائل المحافظة تجاوبوا مع الشرعية، وأبدوا استعدادهم للمشاركة في عمليات التحرير وفتح مناطقهم لتقدم الجيش الوطني وتحريرها من الميليشيات. من جهة أخرى، قُتل عدد من عناصر الحوثيين كانوا على متن طقمين عسكريين استهدفهما طيران التحالف بغارات جوية دقيقة جنوب مديرية المتون فجر أمس. وقالت مصادر في المقاومة «إن الأطقم تحمل عدداً من المقاتلين وإمدادات عسكرية للميليشيات وشوهدت وهي تحترق بعد استهدافها من قِبل الطيران». وفي ذات الوقت، تمكَّنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لهجوم شنَّته ميليشيا الحوثي وصالح على مواقع الجيش في منطقة مزوية بالمديرية نفسها.