حددت وزارة العدل مشكورة توصياتها بزواج الفتيات ب 16 عاما وما دون ذلك يمنع أي مأذون من إتمام ذلك إلا بالموافقة الخطية من قبل الوزارة المختصة وتطبيق جميع الشروط التي تنص عليها لسلامة القاصرة ولكن ما نشاهده اليوم هو تداول بعض المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي عن زيجات لقاصرات بعمر الثامنة. البعض يحاول الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم بزواجه بعائشة ذات ال 9 سنوات لا يعلمون أن ما يجوز للمصطفى لا يجوز لغيره والدليل زواجه من أكثر من 4 نساء كما أن الزمان يختلف عن السابق لأن الفتاة بعمر التاسعة كانت تتحمل المسؤولية وكانت تطبخ وترعى الإبل والغنم ناهيك عن اكتمالها الجسماني أما اليوم فكل ما تعرفه ذات ال 9 سنوات زميلاتها في الصف الثالث الابتدائي والبلايستيشن وأفلام الكرتون والاعتماد على والدتها بكل شيء تقريبا ولا نتجاهل أن الزوج أيضا يصل عمره إلى ال 22 وهو مازال يعتمد على والده حاله في ذلك حال طفل ب 7 سنوات، إذن لماذا نزج بأبنائنا في زيجات غير متكافئة وغير ملائمة أيضا لعصرنا الحالي وربما يكون مصيرها الفشل لاحقا، مع الأسف أصبحت ظاهرة غير مرغوب فيها ليس لنا نحن المسلمين فحسب بل أيضا للعالم أجمع، لما فيه من انتهاك واضح لحقوق الأطفال والمظاهر السلبية التي تحدث من بعض الأوصياء والآباء الذين ينزلقون في ورقة وختم المأذون إما أن يكون السبب الطمع بالمهر أو الجهل بعادات لم تصبح اليوم إلا تاريخا أكل وشرب عليها الدهر. طالما أن هذه الزيجات تحصل بيننا اليوم فهذا دليل على أننا نفتقر للشجاعة الكافية لحل هذه الأمور وبزواج هذه الطفلة أعلنا صراحة عجزنا عن البت وعن إيجاد حل واضح وصريح لمشكلة زواج القاصرات ولكننا نجحنا بامتياز عندما فضلنا أن تبقى هذه الطفلة كبش الفداء، لا أعرف أين الوزارة ولماذا لا تطبق شروطها وعقابها على المأذون والوالد والشهود والزوج وتجعل شروطها قابلة للتنفيذ قبل أن ينفرط العقد وتصبح عادة سيئة بحق أمتنا وربما يصعب تدارك الأمر لاحقا.