في يوم كغيره استيقظت باكراً وبدأت روتيني المعتاد من ممارسة الرياضة، في تلك الأثناء وكما هي العادة كنت أستخدم الجوال لحساب الوقت الذي أستغرقه في كل جولة والوقت الذي أقضيه بعد ذلك للراحة بين الجولات، فجأة ودون سابق إنذار أخذت أنظر في الجزء المخصص بأجزاء الثانية وأسرت تماماً كيف بها تمر مروراً جنونياً من غير أن أدرك بل وندرك جميعاً، شهقت لوهلة وسافرت بعيداً، تلك الأجزاء من الثانية أخذتني بعيداً جداً ولعالم آخر شعرت فيه أني وحيدة أسير في ممر طويل جداً حتى وصلت إلى باب مغلق بعد أن فتحته وجدت السؤال التالي: هل تعلمين أن هذه الأجزاء من الثانية تتناقص من حياتك وبشكل مستمر، هل أنت راضية عما تفعلينه الآن من جميع النواحي، ابتداءً من علاقتك برب العباد مالك الملك، علاقتك مع أهلك بل والمجتمع حولك، عملك بل ودراستك!! هل أنجزت ما تريدين وما تطمحين الوصول إليه، هل أنت في سعي من أجل حلمك وأهدافك؟! شهقت وقبل أن أقول الحمد لله سقطت دمعتي. الحمد لله أولاً أن منحني الله ما منحني إياه من نعم في العام الذي انقضى، بسعي مني أم من غير حول مني ولا قوة، ثم الحمد لله أن منحني الفرصة فأنا الآن في هذه اللحظة أتنفس وما زلت أملك القدرة أن أمسك بقلمي وأعبر عما في جعبتي، أملك هذه الفرصة التي سلبت عن كثير ممن نعرفهم وارتبطنا بهم بصورة أو بأخرى. بعد أن تنهدت كثيراً أقول شكراً يا رب، فشكراً أن أيقظت قلبي ليس للمرة الأولى بل العاشرة وما بعد المائة، لعل هذا ما كنت أحتاجه وما نحتاجه جميعاً بقدوم العام الجديد. على يقينٍ تام أن ما وصلنا إليه جميعاً حتى هذه اللحظة يُعتبر عظيماً جداً مهما كان حجمه، ولكن مؤمنة أن الغد أجمل. لنستشعر نعمة هذه الفرصة ولنعقد العزيمة للوصول لما هو أفضل بإذن الله.