بالرغم من التحذير المستمر إلا أن نسبة قضايا الابتزاز والتحرش على مواقع التواصل الاجتماعي في ارتفاع مستمر. تعد ظاهرة الابتزاز من أخطر المشاهد الاجتماعية كارثية فمتى ما تفككت الأسرة بهذا المصاب كلما سقط أحد جدران المجتمع، وأصبح البناء متعسراً. حياتك الآن ليست ملكاً لك فالجميع يعرفونك وربما يعرفون مستوى تفكيرك وثقافتك، وبالتالي، من المهم أن تكون حذراً في انتقاء كلماتك واختيار أصدقائك، فأنت لا تمثل نفسك فقط بل تمثل وطنك ودينك وثقافتك التي من الأولى أن تكون واقعية ومثمرة. نشرت الصحف السعودية مؤخراً واحدة من أقدم وأكبر قضايا ابتزاز النساء في المملكة، بعد أن أُلقِي القبض على شخص كان يبتز امرأة طوال السنوات العشر الماضية، واستطاع جهاز الأمن الإطاحة بالشخص المتورط في ابتزاز المرأة، بعد أن استطاع الحصول منها طيلة عشر سنوات على مبلغ تجاوز 1.5 مليون ريال، نتيجة حصوله على صور شخصية. هناك كثير من الفتيات والنساء المتزوجات اللاتي التزمن الصمت حتى هذه الساعة خوفاً من الفضيحة والعار الذي سوف يكلفها حياتها وأسرتها لو استمر الصمت، ونحن نقول: تحدثي مع من تثقين فيهم للخلاص من هذا الوحل. واحد من أخطر برامج التواصل الاجتماعي ابتزازاً برنامج سناب شات حيث سجل النسبة الأكبر مقارنة بالبرامج الأخرى، يرى الباحث الأمني محمد السريعي أنه جرى حصر 17 قضية ابتزاز في مختلف مناطق المملكة عن طريق استخدام فتيات لبرنامج سناب شات بحفظ مقاطعهن وإعادة إرسالها إلى شباب انتقاماً منهن. ووفقاً لصحيفة مكة، أشار السريعي إلى أن بعض الفتيات يُرسلن صوراً خاصة لأشخاص آخرين، مطمئنات إلى أن الصور سوف تُمسح تلقائيّاً خلال عشر ثوان من فتحها بواسطة الميزة التي يُتيحها «سناب شات»، وأن البرنامج يُصدر تحذيرات للمرسل عند محاولة الشخص الآخر الاحتفاظ بالصورة، بينما هناك بعض البرامج تحفظ الصور دون شعور الشخص المرسل. واعتبر السريعي أن «سناب شات» من أسوأ التطبيقات على صعيد انتهاك خصوصية المستخدمين، لتساهل النساء، والفتيات خاصة في استخدامه لإرسال صورهن التي قد تكون خاصة جدّاً كما في مناسبات الزواج أو الأعياد بعد انتشار تطبيقات كثيرة تحفظ الصور والفيديوهات وإظهارها كاملة مع إمكانية تعديلها والإضافة عليها، ليتم تداولها بعد ذلك في ابتزاز لصاحباتها، وقال إن من يعتقدون بعدم إمكانية حفظ الصور والفيديو من «سناب شات» مخطئون وعليهم الإقلاع عن هذه الفكرة، إذ لا شيء مستحيل في هذا العصر. ويقول المحامي محمد العتيبي إن بعض الفتيات يقعن في فخ الابتزاز الذي يندرج تحت الجرائم المعلوماتية مصدقات للأوهام والوعود الكاذبة التي يطلقها المبتزون. وأن نظام جرائم المعلومات يعاقب على نشر التسجيلات في الإنترنت بقصد التشهير بالسجن لمدة لا تزيد عن سنة واحدة وبغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال سعودي أو بإحدى هاتين العقوبتين، لافتاً إلى أن الفعل الإجرامي إذا وقع على قاصر أو من في حكمه، سواء بالتغرير به أو استغلاله، فإن عقوبة السجن أو الغرامة لا تقل في هذه الحالة عن نصف حدها الأعلى، كما هو مقرر في المادة الثامنة من النظام، وإذا انطوت عملية التوثيق على مهارات وحرفية ترقى إلى إنتاج متكامل يمس الحياة الخاصة، فإن العقوبة تصل إلى السجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وغرامة لا تزيد عن 3 ملايين ريال. يأتي في المرتبة الثانية الفيسبوك الذي أصبح سهل الاختراق من خلال الهاكرز ويتم الابتزاز من قبول الصداقة وبعد ذلك الدخول على الخصوصية والحديث المعسول والسقوط في الفخ بعد أن سلمت هذه الفتاة كل شيء عنها بداعي أنه من المغرب الأقصى أو من دولة أوروبية لا يشكل خطراً حقيقيّاً مثل ابن البلد، ولقد لاحظت كثيراً من النساء يطلبن المساعدة للتخلص من هؤلاء. كثير من النساء تخترق صفحاتهن في ال «فيسبوك» والأسباب كثيرة أهمها سرعة الثقة في المضاف وكأنها تعرفه من سنين، هذه الثقة تسببت في ابتزاز كثير من النساء مع الأسف والمراهنة على صورهن بالمال؛ ولهذا أقدم بعض النصائح التي يمكن اتباعها: * لا يتم قبول الشخص قبل دراسة شخصيته من خلال منشوراته. * عدم قبول الشخصيات الوهمية. * عدم فتح الروابط المجهولة أو التي تحمل إيحاءات جسدية. * الاهتمام بقوة كلمة السر وتغييرها بشكل دائم. * عدم وضع أرقام الهواتف والصور الخاصة – خصوصاً للمرأة – كي لا يتم تحريفها. * عدم الدخول في نقاشات جادة مع شخصيات مجهولة. * الاهتمام بالمواقع والصفحات التي تنمي ثقافة الفرد والدخول عليها بالأسماء الصريحة. * للنساء؛ لا تثقي في أي إنسان يعرض الزواج أو خدمات التوظيف. * بعد الانتهاء من تصفح برامجك يفضل إغلاق الصفحة وعدم تركها مفتوحة. * حظر كافة التطبيقات المجهولة. برامج التواصل كثيرة ويجب الحذر من كافة البرامج وليس من السناب شات والفيسبوك. وفي النهاية تقع على الأسرة مسؤولية كبرى لمتابعة أبنائها ومدى حرصهم على ما هو مفيد وقيم، رسالتي للجميع رجالاً ونساء ومراهقين صغاراً وكباراً؛ كونوا على حذر قبل الوقوع في المستنقع.